لماذا زار الموفد الفاتيكاني قائد الجيش؟

كتبت ألين فرح في موقع mtv:
قلق الفاتيكان على وضع لبنان، ورغبة البابا فرنسيس بزيارة لبنان من دون تحديد موعد لها، هذا في اختصار أبرز ما حمله أمين سر الكرسي الرسولي للعلاقات بين الدول المونسنيور ريتشارد بول غالاغير في زيارته الاولى الى بيروت.
والمونسنيور العارف بشؤون لبنان وشجونه والأخطار المحدقة به، آثر الاطلاع عن كثب على الاوضاع التي يمرّ بها لبنان والتأكيد مراراً ان الفاتيكان مستعد ان يقدم أي دعم ديبلوماسي وغير ديبلوماسي لأن ثمة أزمات ومسائل في لبنان ليست من عدم، وفق مصادر معنية بالزيارة.
واذا كان غالاغير، ومن خلفه الفاتيكان، حريصاً على الانفتاح على كل الاطراف، فهو زار جميع من يجب ان يزورهم، من مرجعيات دينية وسياسية. لكن لافتة كانت زيارته الى قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة، مع ما لهذه الزيارة من معنى، اطلع فيها “على وضع الجيش الحالي في ظل الأزمة الإقتصادية التي يمر بها لبنان، منوّهاً بدوره على الصعيد الوطني وفي المحافظة على الأمن والإستقرار، رغم التحديات التي يواجهها، وبالجهود التي تقوم بها القيادة للمحافظة على معنويات العسكريين ودعم صمودهم”، كما ورد في البيان الصادر عن الجيش.
تؤكد المصادر أن زيارة قائد المؤسسة العسكرية تعتبر بمثابة رسالة دعم من الفاتيكان الى المؤسسة لما تلعبه من دور في منع الانهيار والمهام التي يقوم بها الجيش للحفاظ على لبنان وهويته وتنوعه وكينونته وفي الدرجة الأولى حفاظه على الامن والاستقرار في هذه الظروف، خصوصاً ان الفاتيكان يعي تماماً ما يعانيه الوضع في لبنان من عدم استقرار .
واذ لا تخفى ثقة كل المجتمع الدولي بشخص قائد الجيش العماد جوزف عون، أراد غالاغير ومن دون أي أبعاد أو خلفيات سياسية، التعرف الى العماد عون الذي حمل همّ هذه المؤسسة الوطنية وضباطها وجنودها كي يبقوا على جهوزيتهم وهمّتهم في حماية أمن الوطن، وللتأكيد على وجوب دعم المؤسسة التي أثبتت انها على مسافة واحدة من مختلف الفرقاء، وأنها تقوم بمهمات عسكرية وانمائية ومعيشية وانسانية واجتماعية على حد سواء.
ووفق المعلومات ان غالاغير سأل العماد عون كيف يستمرّ الجيش في هذه المرحلة، وتوقف عند كيفية مواجهة المؤسسة هذه الازمة الاقتصادية والمعيشية، التي من الطبيعي ان تنعكس أمنياً ايضاً، وابدى حرصاً شديداً على معرفة أدق التفاصيل عن حالات العسكر وصمودهم. وقد سمع من العماد عون ان العسكر، رغم كل الصعوبات والوضع المعيشي الذي يمر بها، فهو ما زال مستمراً في اداء مهمته من دون تقاعس او تلكؤ او تذمّر وبمعنويات مرتفعة.
يذكر ان غالاغير سيرفع تقريراً الى البابا فرنسيس عن الزيارة من دون أن يحمل أي موقف تجاه أي أحد، فالفاتيكان لا يتدخل في التجاذبات الداخلية لا من قريب ولا من بعيد وليس طرفاً يها، وهو على استعداد كامل لمساعدة لبنان، كما انه غير معني بالقيام بأي وساطة بين الأطراف ما لم يطلبها لبنان رسمياً، مشدداً على الاصلاح واجراء الانتخابات النيابية في موعدها.