سياسي مخضرم: التحالفات التي أنتجت وصول الرئيس عون سقطت كلها

  • Jan 9, 2022 - 1:15 pm

ينتظر اللبنانيون الاستحقاقات الدستورية التي يعتبرون أنها قد تشكل مدخلاً للتغيير، وسط تكدس الهموم والمشاكل على شعب أضحى بغالبيته المطلقة يمني النفس باي بقعة جغرافية في هذا الكوكب، تريحه من مسلسل الرعب الجهنمي الذي يعيشه بشتى تفاصيله يوماً بعد يوم، ويعتبر قسم كبير من اللبنانين أن لا مشهد مهماً اليوم اكثر من تغيير الجلادين في صناديق الاقتراع وهذا هو الانتقام الديمقراطي الأرقى في البلاد التي تتخذ من رأي الشعوب منهجاً ونبراساً.

يرى سياسي عايش أبرز الحقبات العاصفة في تاريخ الكيان ان المشهد السياسي مع حلول عام 2022 يكاد يكون مختلفاً بشتى عناوينه العريضة وتفاصيله المتشعبة، فالصفقة التي أوصلت الرئيس عون إلى بعبدا غير ممكنة اليوم، وسط التخبط الذي يعيشه الشارع اللبناني المقهور من جهة وفقدان التيار لمقومات وركائز أساسية ادت لوصول العماد عون إلى رئاسة الجمهورية، فالقوة السنية الكبرى المتمثلة بالحريري خرجت من التحالف مع التيار الوطني الحر، والرئيس نبيه بري الذي يمثل جزءاً لا يستهان به من النسيج الشيعي يقف موقف المواجهة القوية والكبرى مع العهد ورئيسه، والمكوّن الدرزي الأمضى الذي يتزعمه وليد جنبلاط يبتعد في الرؤية والمقاربة السياسية عن التيار بعد الشرق عن الغرب، وليس هناك من كيمياء سياسية بالمطلق بينهما وفق تعبير المصدر، هذا بالإضافة أن القوات اللبنانية اليوم تعتبر نفسها أنها خسرت في اتفاق «اوعى خيك… وما راحت إلا عخيك».

ad

يتابع المصدر أن حزب الله الذي يصفه بالحزب الوفي والذي يقرأ جيدا تفاصيل المشهد اللبناني، يجد نفسه اليوم الحليف الوحيد للتيار الوطني الحر، ولم يكن من الغريب أن يسعى لايصال الرئيس عون إلى بعبدا، ولكن اليوم المشهد مع باسيل مختلف تماما فهو بحاجة لمعجزة من السماء السابعة لكي يصل، سواء من جهة الخصومة مع القوى السياسية أو الحراك الشعبي الذي يحمل الكثير من الاستياء مما وصلت إليه البلاد، مع العلم أن ثمة أخطاء كثيرة عند هذا الحراك وهذا ولا يعفيه من أخطاء تكتيكية واستراتيجية كبرى ولعل ابرزها شعار: «كلن يعني كلن» الذي ظلم الجميع ووقع في فخ التعميم، لذلك فالطريق إلى بعبدا وفق المصدر نفسه تكاد تكون مستحيلة بالمعطيات الداخلية والخارجية، الا اذا عاد زمن المعجزات.

في سياق متصل يعتبر مصدر مقرب من التيار الوطني الحر، أن هذه التحاليل عن بعض القوى لا تغدو اكثر من امنيات، معتبراً أن وقوف الجميع في وجه النائب باسيل ما هو إلا دلالة قاطعة على حسن توجه بوصلته، والدولة العميقة التي حكمت البلاد لا يمكن أن تقبل بعد اليوم الا برئيس على شاكلة أهدافها ورؤيتها لتقاسم البلاد، ويختم مصدر العوني بالقول: