ثلاثة احتمالات مطروحة… الحريري لكتلته: سأحسم قراري معكم في بيروت

  • Dec 28, 2021 - 8:17 am

تفرض الخطابات الشعبوية والطائفية نفسها بقوة على الساحة السياسية اليوم كسلاح تقليدي لمعظم القوى والاطراف في الطريق الى الانتخابات النيابية في ايار المقبل.

واذا كانت كفّة حصول الاستحقاق الانتخابي في موعده هي الراجحة فان فكرة تطييرها غير مستبعدة ولو بنسبة ضئيلة. ومع ذلك فقد بدأت الساحة السياسية تدخل تدريجا في اجواء معركة يقال انها ستكون قاسية وحامية، مع العلم ان نتائج الانتخابات منذ الطائف وحتى اليوم لم تكن مرة واحدة هي المؤشر والحاسمة في رسم مسار وانتظام الحكم في البلاد.

ويسود الاعتقاد بان الاشهر القليلة المقبلة ستكون حافلة بالتطورات والمفاجآت. وباعتقاد مصدر سياسي بارز «ان الطريق الى الانتخابات ستكون ملغمة بالمفاجآت وربما بالتوترات على غير صعيد، فبدلا من ان ينتج الاستحقاق الانتخابي آفاق الحلول والمعالجات فانه ربما يؤدي الى تعقيدها، لا سيما في ظل تزايد حدّة الصراع والانقسام في البلاد».

وما يزيد من المخاوف والاجواء العاصفة المرتقبة هو ان الانتخابات النيابية تسبق استحقاقا آخر لا يقل اهمية يتمثل بانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد اقل من سنة. لذلك فان معركة ايار المقبل، اذا ما حصلت ستكون محطة مفصلية اساسية في تحديد الرئيس المقبل.

من هنا تسعى كل القوى بنسب متفاوتة الى تحسين مواقعها وتعزيز حضورها الشعبي بعد ان اهتزّت صورتها نتيجة التطورات التي عصفت في البلاد منذ بداية العام 2019 على وقع الازمة او الانهيار الاقتصادي الكبير.

وتتفاوت نسب التحضيرات بين هذه القوى، لكن اللافت على هذا الصعيد هو ان الساحة السنّية تشهد حالة من الارباك والضبابية الشديدة، لا سيما بسبب احجام الرئيس سعد الحريري عن اتخاذ موقف نهائي وحاسم من خوض او عدم خوض الانتخابات حتى الآن.

ومنذ اسابيع كثرت وتباينت الاراء والتحليلات حول حقيقة موقفه وما يضمره تجاه هذا الاستحقاق، واخذ بعض المحللين مؤخرا يؤكدون بانه لن يخوض الانتخابات هو وتياره، بل ذهب البعض ايضا الى القول انه في صدد الاعلان عن حلّ تياره وخروجه من اللعبة السياسية اللبنانية.

ما حقيقة هذه التكهنات والاخبار؟

من الطبيعي ان تكثر التحليلات حول موقف الحريري الذي يلتزم الصمت حتى الان حول هذا الموضوع، مكتفيا بمراقبة الوضع عن بعد واطلاق بعض التغريدات العامة في المناسبات دون الدخول في اي تفصيل او موقف تجاه الاستحقاق الانتخابي المقبل.

ووفقا لاكثر من مصدر قيادي في تيار المستقبل فان الحريري لم يحسم امره حتى الآن، ولم يفاتح احدا من اعضاء كتلته او المقربين في القرار النهائي الذي سيتخذه من الانتخابات او مصير تيار المستقبل.

ويقول احد اعضاء كتلته النيابية انه في الاجتماع الافتراضي الاخير الذي اجراه مع الكتلة لم يأت الحريري او لم يحسم الرأي تجاه الاستحقاق الانتخابي، ولم يذكر انه لن يخوض الانتخابات كما انه لم يشر في الوقت نفسه انه ذاهب الى خوضها مع تياره.

ويضيف ما سمعناه من دولة الرئيس يفيد بان موقفه من الانتخابات لم يتبلور بعد، وقد كان واضحا بقوله «مهما كان تصوري المبدئي من الاستحقاق الانتخابي فإنني سآتي الى بيروت واجتمع معكم لاتخاذ القرار النهائي والحاسم في هذا الشأن وفي اشياء اخرى».

وبدا الحريري وفق المصدر النيابي في المستقبل حريصا على عدم اعطاء كلمة نهائية وحاسمة الامر الذي عزز الاعتقاد لدى اعضاء كتلته انهم ما زالوا في اجواء رمادية لا اسود ولا ابيض وان كل الاحتمالات واردة.

وهذا يعني حسب المصدر ان هناك ثلاثة احتمالات ما زالت مطروحة وربما بشكل متساو:

1- خوض الرئيس الحريري وتياره الانتخابات مثلما حصل في الانتخابات السابقة وفي إطار حسابات يرسمها بعد دعوة الهيئات الناخبة.

2- احتجابه عن الترشح شخصيا وخوض الانتخابات بلوائح من مرشحين لتيار المستقبل وشخصيات مستقلة الى جانب حلفاء انتخابيين.

3- اتخاذ قرار صريح بعدم خوض الانتخابات شخصيا او من خلال تيار المستقبل، وترك الحرية لكل من يرغب في المشاركة فيها ان يخوض معركته على مسؤوليته.

وماذا عن مصير تيار المستقبل والكلام عن فكرة حلّه؟

يجيب المصدر «هذا الامر غير مطروح ولم يطرح والكلام حوله ليس في موضعه من الصعب التفكير في مثل هذا الامر. ولا يعتقد احد في لبنان ان الساحة السياسية ستكون خالية من تيار المستقبل فالحلفاء والخصوم يدركون حجمه وحضوره الشعبي في مختلف المناطق».

وعن سبب تأخر الحريري حسم موقفه يقول المصدر اننا ننتظر دعوة الهيئات الناخبة ثم ان هناك ظروفا وحسابات لدى الشيخ سعد لتكوين رأي نهائي حول الاستحقاق الانتخابي وغيره وهنا لا بد من الاشارة الى ان الاجواء والتطورات التي نشهدها ما زالت تحمل بعض الشكوك حول مصير هذا الاستحقاق. ويكفي الاشارة في هذا المجال الى التصعيد الذي نعيشه منذ فترة والذي يحمل في طياته محاذير محاولات البعض الاطاحة بهذا الاستحقاق قبل الوصول الى موعده.

وبانتظار حسم الحريري، تبقى الساحة السنيّة السياسية تتأرجح على صفيح من التجاذبات بين القوى والطامحين الاخرين الذين يدركون انهم لا يملكون الرصيد الكافي لتعبئة الفراغ اذا ما غاب «المستقبل» عن الاستحقاق الانتخابي.

ومن المؤكد انه في حال اتخذ الحريري القرار بالنأي هو وتياره على المشهد الانتخابي يكون قد ابتعد حكما عن المشهد السياسي وافسح المجال امام متغيرات غير محسوبة حتى الان في الشارع السنّي.

محمد بلوط – الديار