جلال بعينو
تبدو العلاقة أكثر من وطيدة بين وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلّاس(الذي عيّن وزيراً في ايلول الفائت والمولود في العام 1953) ومدير عام الوزارة زيد خيامي اذ نجد المسؤولان الرياضيان معاً في العديد من النشاطات حتى ان خيامي يلازم كلّاس في جميع تحركاته كظلّه .
فعندما زار كلاس الشمال وتحديداً المنشآت الرياضية في طرابلس وعلى رأسها ملعب رشيد كرامي حضر خيامي مع كلاس.وحتى عندما زار كلاّس رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام حنا درويش في البقاع كان خيامي الى جانبه مما جعل الكثيرين يعتبرون ان العلاقة على ما يرام وممتازة بين الرجلين بعكس العلاقة التي كانت سائدة بين الوزيرة السابقة للشباب والرياضة فارتينيه اوهانيان كيفوركيان وخيامي وحتى بين الوزير السابق محمد فنيش وخيامي.ونادراً ما كنا نشاهد حضور اوهانيان وخيامي معاً في المناسبات بعكس ما نرى حالياً .فعندما تحضر اوهانيان يغيب خيامي وعندما يحضر خيامي تغيب اوهانيان.كما طُرحت العديد من التساؤلات حول حضور رئيس لجنة كرة السلة في نادي الشانفيل ابراهيم منسى اللقاء مع المطران درويش ورافق كلاّس وخيامي في السيارة نفسها من بيروت الى البقاع .وحتى خلال زيارة الوزير كلاّس الى العاصمة العراقية بغداد لحضور افتتاح احدى المناسبات الرياضية الشبابية رافقه خيامي وجلسا معاً جنباً الى جنب في الطائرة ذهاباً واياباً.
وقبل تشكيل الحكومة الحالية كان يترقّب خيامي هوية الشخص الذي سيتبوأ مركز وزير الشباب والرياضة ويضع قلبه على يده حتى تم الاعلان عن اسم الوزير كلّاس “الأكاديمي المعتدل” على رأس هرم الرياضة الرسمية في لبنان.وبعيد الاعلان عن التشكيلة الوزارية انفرجت أسارير خيامي عندما علم ان كلاّس شغل منصب مدير الابحاث والدراسات في مجلس النواب عامي 2005 و2006 واللبيب من الاشارة يفهم.
ومع اقامة بطولة آسيا واوقيانيا في الجودو التي نظمها الاتحاد اللبناني للعبة على مدى اربعة ايام في بداية الشهر الجاري،سمّى كلاّس رئيس مصلحة الرياضة في الوزارة “الجنتلمان” محمد عويدات لتمثيله في حفل الافتتاح الذي غاب عنه الوزير وخيامي .واللافت ان “الهادئ”رجا لبكي مستشار الوزير حضر الحفل بصفة شخصية ولوحظ الود بينه وبين نائب رئيس اللجنة الأولمبية ونائب رئيس اتحاد الكرة الطائرة أسعد النخل خلال الحفل على الرغم انها المرة الأولى التي يلتقيان فيها .
وقبيل مباراة الذهاب لمنتخب لبنان بكرة السلة ضد اندونيسيا ضمن تصفيات كأس العالم، زار الوزير كلاّس مقر اقامة منتخب لبنان في أحد فنادق جونيه واستقبله النائب الأول لرئيس الاتحاد الآسيوي ورئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة اكرم حلبي بحيث تمنى الوزير التوفيق للمنتخب في مباراتيه ضمن “النافذة الأولى” من التصفيات.
يومها غاب خيامي وهي من المرات النادرة التي يغيب فيها المدير العام عن نشاط يقوم به الوزير كلاّس.كما غاب خيامي عن زيارة كلاس الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في 25 تشرين الثاني الفائت والى رئيس مجلس النواب نبيه برّي في 18 من الشهر عينه لدواع بروتوكولية.
يشغل الوزير كلّاس منصب وزير الشباب والرياضة في أدق مرحلة يمر بها لبنان.فلا مساعدات مالية للاتحادات والأندية كما درجت العادة منذ تأسيس الوزارة في العام 2000 اذ ان غياب المساهمات المالية للعائلة الرياضية يقلق الوزير في ظل الشح المالي الذي تعانيه الوزارة.
يبقى القول ان كلّاس رجل معتدل وهادئ كسب ثقة الوسط الرياضي لكن الظروف التي يمر بها لبنان من شأنها ان تفرمل مشاريعه.
ومراراً وتكراراً كان يصرّح خيامي ان افضل تعاون بينه وبين وزراء الشباب والرياضة حصل مع الوزير فيصل كرامي. فهل يكون التعاون بين كلّاس وخيامي هو الأفضل وفق “قاموس” المدير العام الموجود في منصبه منذ اكثر من 27 سنة والذي سيتقاعد العام المقبل؟