اطلالة نصرالله استيعابية ولطمأنة جمهوره

  • Nov 12, 2021 - 8:47 am

هدأت على جبهة بعبدا- عين التينة، وراحت ذيول الاشتباك تتفاعل، بوصفها جولة من جولات نهاية عهد الرئيس ميشال عون، فيما نأى حزب الله بنفسه عن «إشتباك الحلفاء»: حركة أمل والتيار الوطني الحر، من خلال التركيز على البعد الإقليمي والدولي لوضعية لبنان، واعتبار ان «الدولة رفضت الخضوع للإملاءات الأميركية في مسألة ترسيم الحدود» على حدّ تعبير الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله.

ومع ان المسائل الخلافية ما تزال عالقة، سواء في ما خص التحقيقات القضائية في انفجار المرفأ وحوادث الطيونة- عين الرمانة- الشياح، أو الإفراج عن «جلسات مجلس الوزراء» المتوقفة على خلفية عدم إقالة المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، الذي اعترف السيّد نصر الله بعدم استطاعة تغييره، فيما أكّد الرئيس نجيب ميقاتي التمسك به كمحقق عدلي.

ووصفت مصادر سياسية اطلالة الامين العام لحزب الله حسن نصرالله لـ”اللواء”، بانها استيعابية بمجملها، وموجهة لمحازبيه وجمهوره تحديدا، لطمأنتهم، بأن لا انعكاسات محتملة على الحزب، جراء التطورات المتسارعة بالمنطقة، لاسيما بعد نتائج الانتخابات العراقية التي ادت الى خسارة القوى التابعة لايران وفوز القوى المناهضة لها، ما شكل انتكاسة قوية للنفوذ الايراني بالعراق، ثم استتبعت بالمحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والتي انعكست سلبا على المليشيات التابعة لايران، وهي المتهمة بتنفيذها.

اما الحدث الثاني الذي تناوله نصرالله باقتضاب، ودون الخوض بتفاصيله، فهو زيارة وزير الخارجية الاماراتي الى سوريا بعد طول انقطاع، ومحاولته وصف هذا الحدث بانه جراء الانتصار الذي حققه النظام السوري وحلفاؤه بحربهم، ضد المواطنين السوريين، في حين انه تجنب الخوض بمؤثرات هذا وارتداداته المستقبلية على وجود الحزب بسوريا ولبنان مستقبلا.

واشارت المصادر الى ان دفاع نصرالله عن مواقف وزير الإعلام جورج قرداحي ضد المملكة العربية السعودية، ومحاولته الايحاء بانها ليست السبب وراء ردة الفعل السعودية، انما تهدف الى ابلاغ من يعنيهم الامر بشكل غير مباشر، ولاسيما رئيسي الجمهورية والحكومة، بأن الحزب يرفض مجددا، اقالة او استقالة قرداحي مجددا، ولا ان يضحى به ككبش محرقة، لأجل حل الأزمة مع المملكة والدول الخليجية الاخرى وهذا يعني استمرار مراوحة الازمة المستجدة مع المملكة مكانها.

من جهتها، أشارت “نداء الوطن” الى ان بالشكل والمضمون، بدا الأمين العام لـ”حزب الله” في إطلالته المتلفزة أمس مستشعراً هول القطيعة الخليجية للبنان وثقل تداعياتها على كاهل اللبنانيين في الداخل والخارج، فخفّض سقف خطابه إلى حدود “التظلّم” والتنصل من المسؤولية عما نتج وسينتج عما وصفها بـ”الأزمة القائمة والفعلية” من أهوال ومصائب على البلد وأبنائه، ليتراجع إلى خطوط الدفاع الورائية في مواجهة “معركة الرأي العام” التي صبّت بمجمل اتجاهاتها الوطنية والخارجية في خانة تحميل “حزب الله” مسؤولية مباشرة عما وصلت إليه البلاد، من تعطيل وتنكيل بالمؤسسات وقطع للأرزاق اللبنانية وللعلاقات العربية.

بدورها، لفتت “الانباء الالكترونية” الى ان خطاب نصرالله لم يحمل أي إشارة قد تفتح الباب على حلول للأزمة، حيث تجاهل في الوقت نفسه الحديث عما أعلنته السلطات الكويتية عن اكتشاف خلية تابعة لحزب الله كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية في الكويت.

نصرالله لم يحد في خطابه عن تكرار نفس اللهجة العدائية للسعودية، متهما إياها بافتعال أزمة مع لبنان من خلال ما وصفه بتصريح “بسيط” لوزير الاعلام عن حرب اليمن “لا يوازي مما قيل في هذا الصدد من قبل مسؤولين عرب وأجانب”، ولم تحرك السعودية بحسب قوله ساكنا كما فعلت بالنسبة لتصريح قرداحي.

وتعليقا على ما قاله أمين عام حزب الله أشار عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار في حديث مع جريدة “الأنباء” الالكترونية الى أنه “لم يلمس أي تغيير بمواقف نصرالله. بل على العكس فقد أصرّ على مواقفه “هكذا أريد وهكذا يجب أن تفعلوا”، وإن كان يتحدث بشكل هادئ لكنه لا يتناسب مع واقع الحال، متعمدا التنكر لكل تقديمات السعودية والتأكيد على أنهم حزب عابر للدول. فمن خلال وجودهم في اليمن ينفذون الرغبة الايرانية”، مشيرا الى أن “نصرالله يتعاطى مع الأمور دون إدراك للحقيقة ولمخاطر هذه التصرفات”.

وشدد الحجار على أن نصرالله لا يريد للقرداحي أن يستقيل “لأنه لا يريد حلا للأزمة الدبلوماسية مع الخليج، بل يريد ان يخرب علاقة لبنان بكل المنطقة بما يخدم المشروع الإيراني، لأن بوصلته تعمل دائما لخدمة هذا المشروع”، وأضاف: “لقد أصبح واضحا وجلياً عند كل المتابعين، والعالم يدرك أن حزب الله يضع يده بالكامل على السلطة بتواطؤ واضح وفاضح لكل من يدور في فلكه، ورغم ذلك يحاول التنكر ويعطل مجلس الوزراء ويمنع استقالة وزير أساء للمملكة السعودية من خلال المواقف التي أطلقها وكانت بمثابة أوراق اعتماد ليصبح وزيرا، كما يتناسى الحزب أن الأمر مرتبط كذلك بتراكمات تدخله حزب الله المباشر في مساعدة الحوثيين واستهداف أمن السعودية، ثم خلايا الكويت، وهذه الطريقة التي يتعامل فيها هذا الحزب مع دول الخليج لا يعير فيها وزنا لمصالح اللبنانيين في تلك الدول، وكل هذا التراكم هو الذي اوصل الامور الى ما وصلت إليه”.

من جهته عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جوزف اسحق أشار عبر “الأنباء” الإلكترونية الى أن “حزب الله ما زال على نفس السياسة التي ينتهجها لتهديم كل مقومات البلد، من قرارها السيادي الحر الى تهديم الاقتصاد قطاعا وراء قطاع”، معتبرا “دعمه للفساد وتغطيته يهدف الى تدمير الوضع الاقتصادي وقطع علاقة لبنان بمحيطه العربي”، مؤكدا ان “حزب الله لا يملك أي هدف اصلاحي ولا انمائي، ولا يوجد شيء يجعلنا نشعر انه يريد ان ينفذ الإصلاحات. وهو بمكان معين يغطي الفساد مقابل تغطية سلاحه. وليت نصرالله يصغي لنداء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لتطبيق مبدأ الحياد لكنا وفرنا على لبنان كل هذه الويلات”.