توقفت أوساط متابعة، عند المعركة الإنتخابيّة الطاحنة، التي بدأت بوادرها بالظهور، في دائرة الشمال الثالثة (البترون، الكورة، بشري، زغرتا)، حيث تعتبر المنطقة عرين ثلاثة قوى مسيحيّة، (القوات اللبنانيّة _ التيار الوطنيّ الحرّ _ تيار المردة)، تتنافس في ما بينها لتحديد أحجامها على المستوى المسيحيّ، لما لذلك الأمر من أهميّة في السباق الرئاسي المنتظر في خريف ٢٠٢٢.
وفي هذا الإطار، يبدو أن معالم التحالفات وبحسب الأوساط المتابعة، بدأت تتوضح، بعدما كشفت بعض القوى عن توجهاتها الإنتخابيّة، كحزب القوات الذي قرر خوض المعركة بالتكافل والتضامن مع اللواء أشرف ريفي، إذ وتجدر الإشارة الى وجود كتلة ناخبة سنيّة في تلك الدائرة، من شأنها أن تلعب دور بيضة القبان في صناديق الإقتراع. كما سجّلت حركة ناشطة على خط تنورين – بنشعي، حيث من المتوقع أن يستمر التحالف الذي نشأ في العام ٢٠١٨، بين النائب السابق بطرس حرب ونجله مجد من جهة، وتيار المردة من جهة أخرى، وذلك في حال عدم نجاح المفاوضات بين حرب وكلّ من سامر سعادة وميشال معوض.
من المقابل، لا يبدو تيار المستقبل بعيدًا عن تفاصيل الإنتخابات النيابيّة في هذه الدائرة، أكان ترشيحًا أم إقتراعًا، إذ من المتوقع أن يخوضها الى جانب تيار المردة، نظرًا لحاجته الى حليف مسيحيّ وازن في تلك الدائرة.
وتضيف الأوساط المتابعة، إنّه وفي حال نجح التيار الوطنيّ الحرّ بضم ملحم طوق الى لائحته في قضاء بشري، إضافة الى بعض القوى الفاعلة الأخرى في الشمال الثالثة، كالحزب القومي الذي لم يحسم موقفه بعد، إذا كان سيحافظ على حلفائه السابقين في تلك الدائرة، أي المردة وحرب، أم سيكون الى جانب التيار البرتقاليّ، في تحالفٍ إنتخابيٍّ عابرٍ للمناطق، فإن الأنظار ستتجه نحو تحالف النائب المستقيل ميشال معوض مع مرشحي المجتمع المدني. فهل سيستطيعون تسجيل نتائج لافتة، تكرّس نمطًا جديدًا في التعاطي السياسي، ويكسرون منظومة الأحزاب التقليديّة التي حكمت لبنان؟
