رئيس المجلس الارثوذكسي: لعدم العودة الى السلاح والحرب الاهلية

  • Oct 15, 2021 - 2:31 pm

استنكر رئيس المجلس الارثوذكسي اللبناني روبير الابيض، “ما حصل البارحة والذي هو الآن برهن الاجهزة الامنية المختصة بكشف حقيقة ما جرى، وهذا مرفوض رفضا قاطعا، ومن غير المقبول على الإطلاق ان نقاتل بعضنا البعض، وهذا السلاح يجب أن يستعمل فقط ضد العدو الصهيوني وليس داخل الوطن باتجاه أبناء البلد الواحد”.

وأضاف: “باسمي وباسم المجلس الارثوذكسي والشعب الحر نتقدم بأحر التعازي لكل أهالي الضحايا والشهداء ونرجو الشفاء العاجل لكل المصابين”، آملين أن “تعود الأوضاع الآمنة كما كانت عليه ويعود الأهالي وسكان هذه المناطق الى بيوتهم وحياتهم العادية، التي كانت شبه ساحة”.

وناشد “الحكماء والرجال الوطنيين من السياسيين والقيمين على هذا البلد بالقول: ليس هكذا تبنى الاوطان، فطوال هذه السنوات، لم تتمكنوا من بناء وطن يعيد الثقة والتعاطي البناء بين جميع شرائحه، لا بل على العكس لقد نجحتم بزرع الحقد والكراهية وأنتجتم التعامل الكيدي والحقد الطائفي في قلوبكم بين كل أبنائه، ولم تحافظوا على لبنان كوطن يحمي شعبه، لا بل أصبح المواطنون يموتون في الشوارع قنصا وغدرا، ودماؤهم تملأ الطرقات، وأصبحوا دمى بين أياديكم، فالمواطنون لم يعد لديهم القدرة على العيش والاحتمال أكثر بظل الازمة الاقتصادية والاوضاع السيئة التي أنتم اوصلتمونا إليها، لذا نتوجه الى الاحزاب المسلحة وغير المسلحة ونطالبكم بالعودة السريعة والفورية الى مواقعكم، فما حصل في الأمس غير مقبول وهو بمثابة انذار جدي لكل اللبنانيين، ومن غير المقبول العودة الى السلاح والحرب الاهلية، عودوا الى رشدكم ومراكزكم لأننا نحن أبناء الحياة ولسنا أبناء الموت”.

وأضاف: “نقول لكل من لم يتعلم من الماضي ويأخذ العبر مما حصل في لبنان من حروب كانت تدعى أهلية طائفية ولكنها كانت بالحقيقة خارجية ضد الشعب الواحد وتذكى من الخارج، فابتعدوا عن الاتهامات البالية والاتهامات المضادة ورمي المسؤولية على بعضكم البعض، ففي النهاية الكل مسؤول عما جرى في الأمس ووحدهم المواطنون دفعوا أرواحهم ثمن أخطائكم وعدم مبالاتكم. ففي النهاية الكل خاسر، لا أحد يستطيع ان يتغلب على أحد، ولا طائفة تستطيع أن تتغلب على أخرى حتى لو كانت تنتمي الى حزب مسلح أو لم تكن. نحن أبناء وطن واحد، فليس علينا الاستقواء على بعضنا البعض، فمن الواضح أن القلوب مملوءة حقدا وتتغذى على الكراهية والأنانية، لكن بالحقيقة نحن بحاجة الى المحبة بين أبناء البيت اللبناني الواحد لكي نعيش معا جنبا الى جنب، نساند بعضنا البعض في كل المحن، فلبنان وطن نهائي للجميع ولكل أبنائه مسيحيين ومسلمين، فهو رسالة للعالم العربي والغربي”.

وتوجه الى الرؤساء والزعماء والاحزاب والتيارات السياسية بالقول: “عليكم الاحتكام للمؤسسات الوطنية فهي المكان الصالح الوحيد لحل كل مشاكلنا، لذا نقترح بتأليف لجنة دائمة لمتابعة أي طارق متوقع حصوله في المستقبل ولكي لا نقع في الخطأ ويموت شبابنا مجددا، والمطلوب إصدار قرارات وإجراءات لمنع التفلت بحمل السلاح الموجود في يد اللبنانيين بشكل كبير ومع الاحزاب والتيارات، فهذا خطأ وخطير، وندعوكم للوعي والتبصر فلا يجوز أن يعلو أي سلاح فوق سلاح الشرعية اي الجيش اللبناني وكل المؤسسات العسكرية التابعة له. كما اتوجه الى قيادة الجيش وقائدها العماد جوزاف عون، لاخذ المبادرة الوطنية والسريعة حتى لا يتفاقم الوضع أكثر وأكثر، فأهالي هذه المناطق يعيشون يوميا حالات رعب وخوف تحت رحمة الاحزاب السياسية والمسلحة وسياستهم الفئوية والطائفية”.

وقال: “أما فيما يتعلق بقضية انفجار المرفأ، ثالث اكبر كارثة انفجار وقع في العالم، فالحقيقة سوف تظهر اليوم أو غدا او بعده، فالمجرم وحده يخاف من الحقيقة وعواقبها، ولا بد له أن ينال العقاب عاجلا أم آجلا، إتركوا القضاء يأخذ مجراه ويعمل على كشف الحقيقة، فهذه هي المؤسسة الوحيدة التي تستطيع اعادة الحق لأصحابه، لذا نطالبكم اليوم أن ترفعوا ايديكم عن القضاء وان تبتعدوا عن هذه الاساليب والتخويف واستخدام السلاح لن يثنينا والتهديد لن يرعبنا”.

وختم داعيا كل المسؤولين من رؤساء وزعماء للأحزاب والتيارات السياسية والمسلحة، أن “يكون ما حدث البارحة عبرة ودرس لنا جميعا. الوحدة الوطنية والانتماء للبنان واحترام الآخر هو الضمان الوحيد الذي يمكننا من أن نعيش معا بكرامة وأمان فقط. لبنان ملك أبنائه المخلصين والوطنيين والشرفاء، عودوا الى وعيكم قبل فوات الاوان لان العالم يراقبنا كما يراقب أعمالكم، فلا خوف من الحقيقة على لبنان وعلى شعبه، نريد لبنان بلد الحضارات والثقافات وملتقى لكل الاديان السماوية، وعلينا الحفاظ عليه بعيدا عن التدخلات الخارجية وتحييده عن الصراعات الاقليمية”.