جلال بعينو
عندما أظهر بطل رالي لبنان 15 مرة روجيه فغالي “عضلاته” بعدما اجتاز خط الوصول بعد المرحلة الخاصة العاشرة والأخيرة للسرعة وتحديداً مرحلة حبوب(قضاء جبيل) من رالي لبنان الدولي ال43 الذي نظمه النادي اللبناني للسيارات والسياحة بنجاح كبير كانت ردّة فعل عفوية من سائق عمل الكثير على استعادة لقب رالي لبنان في نسخة العام الجاري من السائق القطري ناصر صالح العطية الذائع الصيت صاحب الصولات والجولات في الرياضة الميكانيكية على مدى سنوات طويلة وحامل الألقاب العربية والاقليمية والدولية التي لا تعد ولا تحصى ومنها لقب بطولة الشرق الأوسط 16 مرة.
كان روجيه فغالي يعلم ان رالي لبنان 2021 سيكون بمثابة تحدّ له اذ ان عدم صعوده الى منصة التتويج في المركز الأول تعني له الكثير لسائق “يأكل الأخضر واليابس” في السباقات التي يشارك فيها وليس فقط الراليات.
ومهّد خروجه الدراماتيكي من رالي لبنان ال42(العام 2019) الطريق امام العطية وسهّلها لاحراز لقب رالي وطن الأرز.ومنذ عامذاك، ثابر ابن وادي شحرور وخطّط بهدوء لاستعادة اللقب الذي يعني له الكثير.
ولا داعي للتكرار ان موازنة العطية الهائلة تفوق باضعاف عدة موازنة روجيه فغالي خاصة ان دولة قطر وضعت بتصرّف ابنها كل التسهيلات على كافة الأصعدة ومن دون حدود لابراز مواهبه وتحقيق نتائج في المحافل الخارجية .فكان العطية “خير سفير” لبلده في الرياضة الميكانيكية الى جانب احرازه ميدالية برونزية في رماية “السكيت” في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي جرت في أثينا في العام 2004 ….
استعدّ فغالي ،الذي يرفع اسم لبنان منذ دخوله معترك الرياضة الميكانيكية ،بصورة مكثفة لرالي لبنان لعام 2021 وربما لم ينم نوماً هنيئاً في الأشهر الأخيرة فكان هاجسه احراز اللقب ال15 في رالي بلاده الدولي.
وفي المقابل، كان العطية يعلم ان فغالي لن يهدأ ولن يستكين حتى يدخل الى بيته مساء الأحد الواقع في 5 ايلول 2021 وفي “جعبته” جائزة المركز الأول وهذا ما حصل.
كان فغالي يعلم ان اخفاقه في رالي بلاده لمصلحة العطية بالذات يعني ان العطية “كسر عليه” للمرة الثانية وهذا ما لا يقبله فغالي العنيد الذي يفتقد الى دعم رسمي بعكس العطية .فالدولة اللبنانية لم تدعم فغالي بأي شيء حتى معنوياً فجاهد هذا الشاب وكافح بعضلاته القوية والفولاذية التي اظهرها بعد ظهر الأحد الفائت ويمكن لهذه العضلات ان تكون موجّهة الى العديد من الأطراف على رأسها الدولة اللبنانية.
وعندما صعد روجيه الى منصة التتويج عند الساعة الثالثة والدقيقة 27 من بعد ظهر الأحد الفائت نظر الى السماء شاكراً الله على ما حققه وهو السائق المؤمن الى اقصى الحدود…..
وشاء القدر أن يصعد فغالي الأب الى منصة التتويج في المركز الأول وان يقف على يساره ابنه “الموهبة” أليكس في مفارقة غريبة ولافتة .فالأب والابن على منصة التتويج في أمر نادر وعلى مستوى رالي دولي .ولقد كان “فغالي الأب” صريحاً عندما صرح على منصة التتويج انه سيكون مسروراً في حال حطّم ابنه أليكس وحده ارقامه القياسية في المستقبل وفي حال تفوّق عليه ابنه وسط تصفيق مدو من الحاضرين.
روجيه فغالي بطل من بلادي رفع قبضتيه في الهواء وعرض عضلاته على طريقة لاعبي كمال الاجسام مفتخراً بما حققه الأحد الماضي.
آن الأوان ان يتم تكريم روجيه فغالي من الدولة اللبنانية وان يلقى الدعم فهذه الموهبة لا يجب أن تمر في الرياضة اللبنانية مرور الكرام كالعديد من الابطال والبطلات الذين اعتزلوا بهدوء من دون اي بادرة رسمية تجاههم.اما ملاحه “الخبير” جوزيف مطر فسنكون مع موضوع يتناوله لاحقاً.
روجيه فغالي حماك الله .وكلمة الى ناصر العطية:روحك الرياضية التي تبرهن عنها يوماً بعد يوم أدخلتك الى قلب الشعب اللبناني الذي صفق لك طويلاً بعد انتهاء المرحلة الخاصة الأخيرة .
نجح النادي اللبناني للسيارات والسياحة مرة جديدة في اصراره على تنظيم الرالي في هذه الظروف السياسية والاقتصادية والصحية التي يعيشها لبنان الحبيب ونجح في رهانه.
اشارة الى ان الصورة المرفقة لروجيه هي لـ Biturbo .
