عودة لـ الشعب: جازفوا!

  • Aug 22, 2021 - 12:56 pm

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده قداس الاحد في كنيسة مار جاورجيوس، حيث ألقى عظة قال فيها: “مرات كثيرة يتم لقاؤنا بالمسيح في خضم عواصف الأحوال السيئة والظروف الصعبة. يتم هذا اللقاء على أرض لا يثبتها غير الإيمان. فقلة الإيمان تفتح الهوة العظيمة وتغرق كل من يوجه انتباهه نحو الرياح المعاكسة، فيرى فقط هيجان عناصر الطبيعة، ويشك بقوة الكلمة التي أبدعت الطبيعة”.

وتابع، “هل الزعماء هم مصدر الطعام والدواء والخبز والماء لكي يمنعوه عن الشعب؟ هل هم أصحاب النفط والمازوت والموارد الطبيعية ليمنعوها عن الشعب؟ أليس الرب هو من منح البشر كل الخيرات؟ فكيف يستعبد الشعب نفسه لبشر نصبوا أنفسهم آلهة، وينسى أن الله هو الإله الحقيقي؟! المطلوب من الشعب حاليا قفزة مثل قفزة الرسول بطرس داخل بحر هذا الوضع الهائج في بلدنا. يجب أن يساعد شعبنا مسؤوليه على الإستيقاظ من وهم السلطة، لأن المسؤول الحقيقي ليس إلها يستعبد الشعب ويقاصصه ويجوعه ويميته بلا دواء أو غذاء”.

وأضاف، “المسؤول الحقيقي هو خادم للشعب الذي انتخبه وأوكل إليه مهمة العناية بأموره المالية والصحية والغذائية والتربوية… نحن في دولة لا تستطيع تأمين الضروري للعيش الكريم، والشعب يتخبط في آلامه ويأسه فيما ذوو السلطة يتنافسون على تقاسم قالب حلوى الحكومة الذي أصبح بلا طعم، مختبئين وراء شعارات عناوينها لافتة لكن مضمونها ضحل، لأنها تهدف إلى المصلحة الشخصية أو الحزبية أو الطائفية وما تستتبع من زبائنية تعيق الحكم عوض تسهيله. الإجتماعات لا تهم اللبناني الذي يريد أن يطعم أولاده ويضيء لياليهم. الشعارات لم تعد ذات معنى فيما الدولة تذيق أبناءها العذاب والذل والموت”.

وقال عودة: “سيتحول لبنان كله إلى رماد بعد بيروت وعكار، والزعماء ما زالوا يجتمعون ويصرحون. شعب لبنان ليس منذورا للموت أو للتصدير. شعب لبنان يستحق الحياة وقد خلقنا الله لنحيا حياة كريمة مكللة بالفضائل ومتعالية عن كل ما يعيق الإتجاه نحو الله. ربما آن الأوان ليتذكر شعبنا صرخة الإستغاثة التي أطلقها بطرس: يا رب نجني، وأن ينسى صرخات الذل التي عوده المسؤولون على إطلاقها من أجل الحصول على أدنى الحقوق الإنسانية”.

واذ شكر للجيش “الجهود التي بذلها في الأيام الماضية ودهم المحطات وأماكن تخزين المحروقات، ذكر أن “دوره ليس ضبط المحطات بل ضبط الحدود، كل الحدود، ومنع إخراج أو إدخال أي شيء ممنوع إدخاله أو إخراجه عبر هذه الحدود، حماية للوطن والمواطنين التي هي مهمته وحده. فيما واجب الدولة وضع حد للتجار والمحتكرين والمهربين ومنعهم من استغلال المواطنين”.

وقال: “من الضروري جدا أن يتعلم الشعب المجازفة من الرسول بطرس. جازفوا في عدم إذلال أنفسكم للحصول على أدنى حقوقكم، قاطعوا المحتكرين والمتحكمين بحياتكم عوض مقاطعة الله، وسترون كيف سيهرعون هم تجاهكم”.

وختم عوده، بالقول:”المطلوب في هذه الأيام السوداء أن نظهر إيمانا ولو بقدر حبة الخردل، ولنترك الباقي لخالقنا الذي لن يتخلى عنا. لا تيأسوا، جاهدوا في الحفاظ على أنفسكم في الإيمان، لا خارجه، وثقوا فقط بالرب المنجي من الغرق، آمين”.