الجرعة والثالثة والقضاء على كورونا… العالم أمام أمنية “صعبة”

  • Aug 11, 2021 - 12:30 pm

في الوقت الذي يستمر فيه الوباء بـ”إنتاج” متحورات جديدة تحاول التحايل على اللقاحات، وفي ظل وجود أعداد كبيرة من البشر غير قادرة على الوصول إلى اللقاح، أو غير راغبة بتلقيه، فإن “فكرة أن يوقف العالم فيروس كورونا” بشكل تام “تبدو للوهلة الأولى كأنها أمنية بعيدة المنال” كما يقول تقرير منشور في موقع Science Alert العلمي الأميركي.

مع هذا فإن تحليلا علميا جديدا أجراه علماء من نيوزيلندا يظهر إن “استئصال كورونا قد يكون ممكنا، حتى ولو لم يكن سهلا”.

ويعتمد التقرير الذي نشره الموقع على متغيرات ومعادلات تقارن بين فيروس كورونا وفيروسي الجدري وشلل الأطفال.
كما يعتمد على تجارب دول، مثل نيوزيلندا والصين وآيسلندا وهونغ كونغ، على القضاء على انتشار الفيروس، وإن بشكل مؤقت، قبل تطوير اللقاحات باستخدام تدابير منها مراقبة الحدود وفرض صارم لارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي.

وتشير الدراسة إلى أن البشر عاشوا لـ3 آلاف سنة على الأقل مع مرض الجدري، قبل أن تنجح حملة تلقيح عالمية في القضاء عليه عام 1970.

كما نجحت التطعيمات في القضاء على نوعين من أنواع فيروس شلل الأطفال، وانخفضت أعداد الإصابات بالنوع الثالث بنسبة 99 بالمئة.

ووضع العلماء نظام مقارنة تمنح الأمراض الثلاثة، كورونا والجدري وشلل الأطفال، نقاطا اعتمادا على 17 متغير مثل توافر لقاح آمن وفعال، وعمر المناعة، وتأثير تدابير الصحة العامة، والإدارة الحكومية الفعالة لرسائل مكافحة العدوى.

وبالنظر إلى هذه المتغيرات، وجدوا أن COVID-19 سجل 28 نقطة من أصل 51، مقارنة بشلل الأطفال الذي سجل 26 من أصل 51.

وتقترح الدراسة إنه “في هذا التحليل الأولي للغاية، يبدو استئصال COVID-19 أكثر جدوى قليلا من شلل الأطفال، ولكن أقل بكثير من الجدري”.

وهذا يعني أن هدف الاستئصال سيكون أصعب بكثير مما كان عليه بالنسبة للجدري، لكنه ليس مستحيلا تماما.

اللقاحات المعززة

وبينما لا تزال الفجوة في عدد اللقاحات المعطاة بين الدول المتقدمة والدول الأخرى كبيرة للغاية، تتطلع دول مثل بريطانيا إلى سبل لتعزيز مناعة متلقي اللقاح، خاصة في وجود طفرات وتحورات في الفيروس، مثل تحور دلتا.

وفي مواجهة ارتفاع أعداد الإصابات الناجمة عن المتحور دلتا شديد العدوى تدرس بعض البلدان ما إذا كانت ستعطي جرعات إضافية لأولئك الذين تم تطعيمهم بالكامل.

وقد أعلنت ألمانيا وإسرائيل عن خطط لبرامج التعزيز، وبدأت قائمة متزايدة من البلدان بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والصين وروسيا بالفعل في إعطاء جرعات إضافية.

لكن العلماء يقولون إن معززات لقاح كورونا قد لا تكون ضرورية، وربما تكون الحاجة أكبر لتطعيم من لم يتلق التطعيمات أساسا.

وفي بداية الشهر الحالي، دعت منظمة الصحة العالمية إلى وقف جرعات التعزيز حتى نهاية سبتمبر على الأقل.

لكن علماء مثل، روبرت ألدريدج، عالم الأوبئة في كلية لندن يقول إنه “قرار صعب، ومن شبه المؤكد إن هذا القرار سيتخذ بناء على أدلة غير كاملة”.
ويعتقد العلماء إن الجرعات المعززة تسهم بصناعة “خلايا ذاكرة” أكثر، في الجهاز المناعي للجسم.

ونظريا، كلما ازدادت هذه الخلايا فإن فرض نظام المناعة بالتعرف على الفيروس وتدميره ستكون أكبر، كما يقول موقع Nature العلمي.

وينقل الموقع عن رافي أحمد، أخصائي المناعة في جامعة إيموري في أتلانتا، جورجيا، قوله إن الجرعة الداعمة يجب أن تثير استجابات مناعية أقوى.

وتظهر التجارب القليلة التي اختبرت جرعات داعمة من لقاحات مودرنا وفايزر واسترازينيكا ارتفاعا حادا في مستويات الأجسام المضادة بعد تلقي تلك الجرعات، كما تقوم تجربة تجري حاليا في بريطانيا باختبار مجموعات مختلفة من التعزيزات، بما فيها منح جرعة لقاح مختلفة عن الجرعة الأصلية المعطاة لمتلقي اللقاح.

وتشير هذه التجارب أيضا إلى أن الآثار الجانبية الشائعة المرتبطة باللقاحات، مثل الصداع والحمى، لا تختلف كثيرا عن تلك التي شوهدت مع التطعيمات السابقة.

وتنتج الحيرة لدى العلماء من نقص المعرفة بشأن ما إذا كانت كمية مضادات أعلى في الدم تعني حماية أكبر، وإذا كان هناك “حد أدنى” لعدد المضادات يحتاج الجسم لدى وصوله إلى تعزيز.

وينقل التقرير عن، كانتا سوبارو، عالمة الفيروسات في معهد بيتر دوهرتي للعدوى والمناعة في ملبورن الأسترالية “من شأن معرفة هذه العتبة أن تسمح للباحثين بتحديد ما إذا كان التعزيز ضروريا، ومتى يصبح ضروريا”.

وفي الشهر الماضي، أصدرت وزارة الصحة في إسرائيل، وهي بلد لديه واحد من أعلى معدلات التطعيم في العالم، بيانات أولية عن التطعيمات والعدوى في الفترة من ديسمبر إلى يوليو 2021. قدرت أن الحماية من اللقاحات ضد العدوى والمرض على حد سواء قد انخفضت من أكثر من 90٪ في الأشهر الأولى من برنامجها إلى حوالي 40٪ بحلول أواخر يونيو – وهو انخفاض يمكن أن يكون بسبب آثار البديل دلتا.