” فاول ” رئاسي في حق البطريرك الراعي

  • Jul 10, 2021 - 8:40 pm

كتب جان فغالي في أخبار اليوم:

خمسة متكلِّمين تحدثوا في بكركي في حفل تقديم كتاب ” علاقة البطريركية المارونية بالمملكة العربية السعودية”، وحده البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي استهل كلمته بالإشارة إلى ممثل رئيس الجمهورية من دون ان يسميه بالإسم، ما اثار فضول الحاضرين الذين نظروا إلى المقاعد الامامية ليعرفوا مَن يكون ممثل الرئيس؟

كانت الدهشة كبيرة حين عرفوا ان ممثل الرئيس هو مدير المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد ، وسبب الدهشة ليس شخص الدكتور شديد ، وهو شخصية محترمة ويشيد بها الجميع ، بل مستوى التمثيل ، فلدى رئيس الجمهورية وزراء ونواب محسوبون عليه ، ومستشارون تولوا مناصب وزارية ، وهناك مدير عام رئاسة الجمهورية ، فلماذا تم اختيار مدير المراسم ؟ ما هي الرسالة التي اراد فخامة الرئيس إيصالها من خلال تعمد خفض مستوى التمثيل ؟ ولمَن ؟ هل هي للبطريرك الراعي أم للسفير السعودي أم للإثنين معًا ؟

يقول عارفون بخلفيات ما جرى انه اشبه بمقاطعة الإحتفال، ومقاطعة بكركي فالدعوة ، كتِب عليها :

” برعاية صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ” ، وهذه المقاطعة ليست فقط من قبل رئاسة الجمهورية بل من قِبَل التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي، لم يحضر من النواب سوى نائب كسروان روجيه عازار ، ممثلًا رئيس التيار جبران باسيل، وموضوع تمثيل باسيل تمَّ في اللحظة الأخيرة وعلى عجل ، وكانت النية المقاطعة ، فيما غاب سائر النواب ووزراء التيار الحاليون والسابقون ، وحضر النائب العميد شامل روكز .

وحين سألت ” وكالة أخبار اليوم ” المنظِّمين عن الدعوات، كان جوابهم ان الجميع ، من رسميين وسياسيين ورؤساء أحزاب وتيارات تلقوا دعوات باستثناء حزبين، بالتأكيد ليس التيار بينهما.
يعتبر مراقبون ان هذا السلوك ، لجهة خفض التمثيل يعبِّر عن ” انفصام سياسي”، ويذكِّرون كيف ” استماتت ” دوائر القصر الجمهوري في تحسين العلاقة مع السفارة السعودية في بيروت ، فاوفدت المستشار سليم جريصاتي للقاء السفير البخاري ، لكنها في المقابل تخفض مستوى التمثيل في احتفال إطلاق كتاب العلاقة بين بكركي والمملكة . وفي ما يخص البطريرك الراعي فإن عدم رفع مستوى التمثيل في حفل ترعاه بكركي يعبِّر عن رسالة قاسية للصرح وحتى للرهبانية الأنطونية التي تربطها علاقة وطيدة بالرئيس عون .

لكن يبدو ان الحسابات السياسية و” الرئاسية ” تقدَّمت على البروتوكول واللياقات ، علمًا أن لا توقيت معينًا من وراء الحفل ، فالكتاب مُنجَز منذ سنتين وكان موعد إطلاقه في الثالث والعشرين من تشرين الأول 2019 ، أي بعد ثورة 17 تشرين بستة ايام ، لكن اندلاع الثورة ثم تفشي وباء كورونا أديا إلى هذا التأجيل .
الرسالة الرئاسية وصلت إلى بكركي ، لكن لا رسائل إلى السفارة السعودية لأن العلاقة غير الجيِّدة لا تحتاج إلى مزيد من الرسائل لتأكيد هذا الواقع .
ويختم المراقبون : ماذا لو أٌقيم حفل في القصر الجمهوري ودُعي إليه البطريرك الراعي ، فماذا سيكون عليه موقف رئيس الجمهورية إذا أوفدت بكركي” مدير البروتوكول ” في الصرح المحامي وليد غياض لتمثيلها ؟