خاص: اهلا بكم في مطار جهنم!

  • Jun 24, 2021 - 10:42 am

قلما تجد واجهة لا تعرض أجمل وافضل ما عندها بغية الجذب ، انها اصول الدعاية ، إلا عندنا في لبنان، كل مظاهر الإذلال تتجلى بابهى حلة في مطارنا الدولي.
وقال شو تعوا يا سواح ، تفضلوا يا مغتربين جيبوا ال fresh ناطرينكن!
تخيلوا أن رحلة جوية من بلد إلى آخر اقصر من مسافات المعاناة والاهانة في مطارنا الدولي.
تلقى موقعنا اتصالا من أحد الوافدين من تركيا يشكو متألما: فالرحلة الجوية استغرقت فقط ساعة ونصف ،لكن رحلة حقائبه من الطائرة إلى التفتيش فاقت الساعتين. “الظاهر الشباب مضغوطين” . وعندما تجرأ صديقنا وسأل عن السبب طلع الحق ع السكانر scanner.
هل يحق للسكانر أن يتعطل في بلد منكوب منهوب مسلوب الخطط والرؤيا والحلول لكل ازماته المتراكمة؟
طبعا لا ، ولكن قد يكون الحق ع الطليان كما يقول المثل اذا ما كان الجهاز صنع في ايطاليا.
قصة الذل لم تنته هنا، وصديقنا حاول البحث جاهدا عن مقعد يشاطره تعب الانتظار ، هل تذكرون المقاعد الحديثة في المطار ، ايه طاروا ، والسبب هذه المرة كورونا، وشو بينق هاللبناني!
هل يجوز الا تقدروا تدابير الوقاية المتخذة في المطار حماية للقائمين من فيروسات الوافدين ، حتى ولو اضطرت امرأة عجوز أن تفترش الارض بانتظار وصول أولادها، ما هي عم بتشم ريحة تراب ارض المطار!
حتى سلل المهملات اختفت من صالة الانتظار …. ايه كل واحد يحمل زبالتو معو ، فالمطار وإدارته غير مسؤولين عن زبالتنا، المطار وجهة سياحية لا مكب نفايات، انتبهوا وتعلموا اصول الضيافة!
انها الفوضى العارمة، الفوضى المطلقة والموسم بعدو بأولو!
اين إدارة المطار ،اين وزارة الأشغال، اين وزارة السياحة ، بالله عليكم ماذا تفعلون في يومياتكم؟ بدل أن تبذلوا قصارى جهدكم لتحويل موسم الاصطياف إلى فسحة أمل ولو ضيقة ، ينتعش فيها قطاع يلفظ انفاسه، اجبرتمونا على رفع شعار ” اهلا بكم في مطار جهنم ” … وتستمرون في الاختلاف على جنس الملائكة وما اذا كانت من صلاحيات تلك الوزارة او تلك الدائرة ، والافظع عندما يأتيك موظف بتقطر من جبينه الخجل ، فيقف ويتمتم بجانبك : لا تصدقهم ما خصو السكانر ، مش معطل ، المعطل نظام الدفع ، عم يدفعولنا كتير قليل ما بدنا نشتغل!
عندها تقف محتارا : هل كان علي أن أعود إلى لبنان لابقى مع اهلي ، هل اشكر الله على نعمة انتمائي إلى بلد الرسالة والأرز والقديسين، ام ألعن الساعة التي لم اتخذ فيها قرار الهجرة إلى غير رجعة ؟؟؟؟؟
لا والف لا، رغم الذل ،رغم العاناة، رغم جهنم وقعرها، هذا البلد لنا ، ولن نتركه وسيبقى لنا ولن ندع علي بابا ولصوصه الاربعين يسلبونه هويته ، ويوم الحساب بات قريبا