لقاء الراعي – بخاري… محاولة ترميم علاقات وحكومة

  • May 28, 2021 - 3:49 pm

بجملة واحدة معبّرة، اختصر السفير السعودي وليد بخاري زيارته الى بكركي، فقال عبر “تويتر”: “تشرفت بلقاء غبطة البطريرك بشارة الراعي اليوم حيث تتجلَّى هوية لبنان الرسالة والحكمة بضبط التوازنات بما فيه الخير الموعود للشعب اللبناني”.

الزيارة تكتسب أهمية بارزة، في توقيتها بخاصة أنها تأتي بعد أزمتين، الاولى عملية تهريب المخدرات التي عُرِفت بـ”رمان الكبتاغون” وقد توقفت السعودية على إثرها عن استيراد الانتاج الزراعي اللبناني والثانية بعد التوتر الدبلوماسي الذي وقع بين لبنان والمملكة على خلفية تصريح وزير الخارجية السابق شربل وهبه.
اوساط مطلعة على الزيارة واهدافها اكدت لـ”المركزية” ان السفير البخاري جاء لشكر البطريرك الراعي على الدور الذي لعبه لإخراج مسألة الوزير وهبه بطريقة دبلوماسية لأنه كان عراب تنظيم تنحي الوزير وهبه.
ومن المواضيع التي تطرق إليها اللقاء، وفق الاوساط، أولاً، العلاقات اللبنانية -السعودية بشكل عام لأنها بحاجة الى تعويم وإنعاش، ولبنان بحاجة الى خروج السعودية من انكفائها خاصة في هذا الظرف الصعب الذي يمرّ به لبنان.
ثانياً، إعادة النظر بقرار السعودية بالنسبة لمنع استيراد المنتجات الزراعية من لبنان، وهنا يبدو ان المملكة العربية السعودية تطلب من لبنان إجراءات ثلاثة: الاول، قرار سياسي بمنع التهريب عبر الحدود اللبنانية. الثاني، قرار قضائي بمحاكمة المهربين والثالث، قرار أمني بمعاقبة هذه العملية.

اما ثالث ملفات البحث، فكان في تشكيل الحكومة والمساعدة التي يمكن ان تقدمها السعودية في هذا المجال الى جانب الاطراف الصديقة لها في لبنان من اجل تسهيل التأليف، إلا أن ذلك لا يعني ان السعودية مسؤولة عن التعطيل والتأخير، ولا ان القريبين من السعودية مسؤولون عنه أيضاً، لكن بإمكان المملكة ان تقوم بالضغط على بعض القوى السياسية للاسراع في تشكيل الحكومة.
وأشارت الاوساط الى ان السفير من جهته، اكد دعمه للدور الذي تقوم به البطريركية على الصعيد الوطني الجامع ووعد بحلّ المسائل العالقة بين لبنان والسعودية لما فيه خير البلدين.
أما على صعيد مبادرة البطريرك الراعي، فأفادت مصادر مطلعة ان بكركي بدأت بورشة اتصالات دبلوماسية عربية وغربية لشرح مبادرتها وتسليم السفراء نسخة عنها تحضيرا لتحرك خارجي يعتزم الراعي القيام به. على ان يجتمع مع سفراء الجامعة العربية وسفراء دول التعاون الخليجي وسفراء مجموعة الدعم الدولية لمساعدة لبنان.

كما وينتظر البطريرك الراعي، بحسب المصادر، إنجاز الترتيبات في الدول التي سيزورها والضوء الاخضر من الفاتيكان لبدء جولته لشرح مشروعه لأن عقد مؤتمر دولي خاص من اجل لبنان يحتاج الى تحضير وترتيبات لاسيما بين الدول الخمس الدائمة العضوية وتبني احداها المبادرة، بعدما تبين ان مجموعة الدعم الدولية لمساعدة لبنان بدات تحركاً في هذا الاتجاه. واشارت اوساط الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة الاميركية الى ان الراعي سيزورها في الخريف المقبل، في حال تمّ إنجاز التحضيرات واللقاءات، وستكون له جولات على عدد من الولايات. فهل تكون مناسبة ليلتقي الراعي الرئيس الاميركي جو بايدن مع ما يعني ذلك من دفع لعملية عقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان في أسرع وقت ممكن قبل الانهيار الحتمي؟

المركزية