الرامية المتألقة راي باسيل: هل تبتسم لها طوكيو؟

  • May 5, 2021 - 5:50 pm

جلال بعينو
لم تخذل الرامية الدولية راي باسيل والدها جاك عندما كان يرى فيها نجمة دولية في الرماية في سنوات حياتها الأولى.فعندما كان راي، الابنة الصغرى لجاك وزوجته جويس،ترافق والدها في رحلة صيد دغدغت رياضة الرماية والصيد مشاعرها فدخلت غمار هذه الرياضة .ففي سن ال14 من عمرها بدأت باسيل مغامرتها في رياضة الرماية مع والدها الذي رأى فيها نجمة واعدة قد تصبح يوماً ما ورامية دولية ترفع اسم بلدها عالياً في المحافل الخارجية ومنها الدولية كبطولة العالم وكأس العالم والدورات الأولمبية وكان البعض آنذاك يقول ان باسيل الأب يبالغ في آماله لكن هذا البعض اقتنع بصوابية حدس جاك باسيل لاحقاً .
باكورة الميداليات
وكانت باكورة ميداليات الرامية باسيل، مواليد 1988 ومن دلبتا – كسروان في البطولة العربية الرياضية التي جرت في الجزائر في بداية الالفية الثالثة عندما أحرزت الميدالية الذهبية في الاستحقاق العربي الكبير “مدشّنة” مسيرتها في التألق.
وقبل بلوغها ال18 سنة، كانت راي باسيل تشارك في البطولات الخارجية والى جانبها والدتها جويس التي لم تفارقها لسنوات طويلة فبدأت الرامية باسيل تحصد الميداليات الملونة الواحدة تلو الواحدة حتى باتت محط أنظار الكثيرين خاصة أن الآمال باتت معلقة عليها للصعود الى منصات التتويج بجدارة.
لم تترك باسيل بطولة او مسابقة الا وشاركت فيها بدعم من الاتحاد اللبناني للرماية والصيد ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية اللبنانية ومن بعض القطاع الخاص وهي التي صقلت نفسها ذهنياً وبدنياً ورفعت من مستواها فباتت احدى ابرز الراميات ليس في آسيا فحسب بل في العالم.
الجنسية الثانية
ويعلم الجميع ان الامكانات الموضوعة بتصرّف الراميات في الدول الآسيوية والأوروبية بشكل خاص هي امكانات هائلة بعكس ما هو موضوع بتصرّف راي لكن باسيل بجهدها وتصميمها انتزعت اعجاب عالم الرماية في العالم بمستواها الرفيع حتى انها تلقّت عرضاً في مرحلة سابقة من احدى الدول الخليجية لمنحها جنسية الدولة ولتشارك باسيل باسم الدولة الخليجية في البطولات وحصد الالقاب واحراز الميداليات لكن باسيل تمسّكت بمشاركاتها كلبنانية.
ومع احرازها العشرات من الميداليات في البطولة الدولية والقارية والعربية(الفردي والزوجي المختلط) فان احراز ميدالية اولمبية ما تزال هدفاً لباسيل وها هي تستعد بكثافة للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي ستقام في العاصمة اليابانية طوكيو الصيف المقبل بعدما سبق لها ان شاركت في الدورتين الأولمبيتين في لندن(بريطانيا) عام 2012 وريو دي جينيرو(البرازيل) في العام 2016 لكن الحظ لم يحالفها في احراز اي ميدالية.فابنة ال33 سنة مصممة على الصعود الى منصة التتويج في الأولمبياد القادم لتمنح لبنان ميدالية طال انتظارها اذ ان آخر ميدالية اولمبية للبنان احرزها الراحل حسن بشارة في أولمبياد موسكو(الاتحاد السوفياتي السابق) في العام 1980 في المصارعة مع العلم ان “غلّة” لبنان في الأولمبيادات الصيفية بلغت اربع ميداليات(2 فضة و2 برونز) منذ مشاركته الأولمبية الأولى في العام 1948 بالعاصمة البريطانية لندن.
آمال معلقة عليها
وتعرف باسيل حجم الآمال المعلقة عليها من قبل العائلة الرياضية اللبنانية في الأولمبياد المقبل الذي قد يشهد ايضاً مشاركة لبنانية في الجودو والتايكواندو وغيرها ربما.وسبق للعديد من المتزلجين اللبنانيين وعلى رأسهم المتزلج الواعد ايلي طوق ان تأهلوا الى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستقام العام المقبل في الصين.
وفي حال حققت باسيل ميدالية اولمبية في طوكيو فانها ستدوّن اسمها في التاريخ الأولمبي ليس فقط اللبناني بل في سجل النتائج الأولمبية المحققة عبر التاريخ.وبالتالي ستزيد باسيل ” الغلّة” الاولمبية اللبنانية بعد 41 سنة على آخر ميدالية .يومها لم تكن باسيل قد وُلدت بعد.
هل تنجح راي باسيل في اثلاج صدر اللبنانيين عبر ميدالية أولمبية طال انتظارها لتحقق حلم الكثيرين وعلى رأسهم والدها جاك الذي يواكب تدريبات وتحضيرات ابنته لحظة بلحظة؟
وهل ستشرب ابنة ال31 سنة الشمبانيا وتأكل السوشي احتفالاً بالانجاز الذين نأمل ان يتحقّق في ظل المشهد السوداوي القاتم الذي يعيشه اللبنانيون على كافة الصعد؟
راي باسيل الشعب اللبناني معك وفّقك الله.