موسكو تتمسك بالحريري والعصا الفرنسية لم تكشف عن الاسماء بعد!

  • May 2, 2021 - 8:36 am

بعدما انطبع الأسبوع الماضي بزيارة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل (صهر الرئيس ميشال عون) لموسكو في ظل تَرَقُّب لمفاعيلها التي لا توحي بإمكان توقُّع انفراجاتٍ وشيكة، فإن أيار ينطلق بعد عطلة الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي بحَدَثيْن سياسييْن – ديبلوماسييْن تشكل باريس وواشنطن محورهما: استئناف مفاوضات الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل الثلاثاء برعاية أممية ووساطة أميركية، وزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان – ايف لودريان لبيروت الاربعاء والخميس.

زيارة لودريان المفاجئة لبيروت، تكتسب أهمية قصوى لأنها ستأتي على وهج إعلانه بدء باريس تنفيذ إجراءات تقييد دخول مسؤولين لبنانيين متورطين بعرقلة تشكيل الحكومة الى الأراضي الفرنسية او بالفساد، مؤكداً «بدأنا مناقشات مع شركائنا الأوروبيين حول الأدوات المتاحة لنا لزيادة الضغط على اللاعبين في النظام السياسي الذين يعرقلون مخرجاً من الأزمة. وعلى الصعيد الوطني، بدأنا تنفيذ إجراءات تقييدية من حيث الوصول إلى الأراضي الفرنسية ضد الشخصيات المتورطة في الانسداد السياسي الحالي أو المتورطة في الفساد. ونحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات إضافية ضد كل من يعوق الخروج من الأزمة، وسنفعل ذلك بالتنسيق مع شركائنا الدوليين».

واعتُبر قرار فرنسا بالتفرّد بإطلاق مسار العقوباتِ، ولو بالحدّ الأدنى، على الصعيد الوطني ومن خارج المظلة الأوروبية التي تحتاج إلى مسار معقّد وطويل، وتَعَمُّدها عدم الكشف حتى الساعة عن أسماء المشمولين بأول مرحلة من استخدام «العصا»، مؤشراً إلى أن باريس التي تترنّح منذ أشهر مبادرتُها حول الحكومة اللبنانية لم تعد قادرة على الاكتفاء بتهديداتٍ كثّفت التلويح بها في الأسابيع الماضية، وبلسان وزير خارجيتها تحديداً حتى باتت تؤخذ بعدم جدية كبيرة، وفي الوقت نفسه ليست راغبة في أي خطوة زاجرة (مثل تحديد المعاقَبين بالأسماء حالياً) من شأنها أن «تحرق» مبادرتها وتُخْرجها «خالية الوفاض» بالكامل من المشهد اللبناني.

ورأت أوساط متقاطعة أن التسريبات بأن «لا لوائح جاهزة في الإليزيه بالأسماء بعد وقد يصطدم المسافرون إلى باريس بمنع سفر مفاجئ» هي بمثابة إيحاء بأن كل المنخرطين في الملف الحكومي باتوا، أو مرشحين للإدراج، على لائحة التقييد مع «وقف الإعلان بالاسم»، وهو ما سيتيح لوزير الخارجية الفرنسي هامشاً أكبر من الضغط في محاولةٍ لانتزاع تنازلاتٍ، رغم اعتبار مصادر متابعة أن من الصعوبة بمكان تَصَوُّر أن تحقق باريس اختراقاً سريعاً.

وترى هذه المصادر أن زيارة باسيل لموسكو حيث التقى وزير الخارجية سيرغي لافروف ومسؤولين آخَرين لم توحِ بأي إشاراتٍ إلى تبدُّل في مرتكزات موقف فريق عون المتصلّب بإزاء الرئيس المكلف سعد الحريري وشروطه للتأليف التي يعتبرها متناغمة مع المبادرة الفرنسية

واستوقف هذه المصادر حرص موسكو على تظهير تمسُّكها بالحريري لرئاسة الحكومة وفق ما عبّر عنه إصدارُها بعد انتهاء محادثات باسيل بياناً أكد «أهمية تشكيل حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري في أقرب فرصة، تكون قادرة على إيجاد حلول فعالة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة في المجتمع اللبناني”.

الراي الكويتية