النائبان جعجع واسحق: لا يلعبنّ أحد على وتر عصبيّتكم

  • Apr 23, 2021 - 7:00 pm

أشار نائبا قضاء بشري ستريدا جعجع وجوزيف اسحق إلى أنه “إنطلاقاً من المغالطات التي يحاول البعض دسّها في ما خصّ موضوع الحائط – المخالفة ‏الكائن في بلدة حدشيت، يهمّ نائبا قضاء بشري ستريدا جعجع وجوزيف اسحق ‏توضيح ما يلي:‏ في تاريخ 14 أيلول 2016 عُقد اجتماع في المقر البطريركي في بكركي برئاسة غبطة ‏أبينا البطريرك الكاردينال مار بشاة بطرس الراعي الكلي الطوبى وحضور نائبي قضاء ‏بشري، آن ذاك، ستريدا جعجع وإيلي كيروز، وزير الثقافة، في حينه، ريمون عريجي، ‏رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف ورئيس اتحاد بلديات زغرتا الزاوية الزعني ‏خير اذ جرى الاتفاق على العمل من أجل المحافظة على تصنيف وادي قاديشا من ‏ضمن لائحة التراث العالمي مع الأخذ بعين الإعتبار الأهالي القاطنين في الوادي ‏وإبقائهم متجذرين في أرضهم”.‏

وأضافا في بيان، “في هذا الاجتماع، تمنى غبطته أن يتم فتح طريق في الوادي تمتد على مسافة 4.5 كلم ‏وتربط ما بين مدخل الوادي عند مبنى شركة الكهرباء ودير سيّدة قنوبين وذلك من أجل ‏مساعدة الأهالي في الوادي للوصول إلى منازلهم وأراضيهم كما الراهبات إلى الدير. كما ‏تم الاتفاق أيضاً على وضع تصوّر – مشروع من أجل تحويل الوادي إلى معلم سياحي ‏ديني عالمي، لما لهذا الوادي من أهميّة تاريخيّة – دينيّة – ثقافيّة بالنسبة لنا. وعلى أثر هذا الاجتماع، باشرت النائب ستريدا جعجع بجمع التبرعات من أجل إعادة ‏تأهيل الكنائس والأديرة والمغاور التي كانت مهملة في الوادي بالإضافة إلى ترميم ‏الجداريات الموجودة فيها”.‏

وتابع البيان، “في هذا الإطار، قام البطريرك في 17 تموز 2021 وبحضور نائبي القضاء ستريدا ‏جعجع وجوزيف اسحق بافتتاح المرحلة الأولى من مشروع تحويل الوادي إلى معلم ‏سياحي ديني عالمي من خلال افتتاحه لأربعة مواقع أثريّة كانت قد قامت “مؤسسة جبل ‏الأرز” بإعادة تأهليها وهي: كنيسة مار يعقوب المقطّع في بشري والدرب المؤدية منه إلى ‏الوادي، محبسة مار سمعان الأثريّة في بقرقاشا والدرب المؤديّة لها، ساحة كنيسة مار ‏مارون في بزعون والدرب المؤدية منها إلى الوادي وطاحونتان أثريتان في حدث الجبّة ‏والدرب المؤدي إليهما.‏

وفي العشاء الذي أعقب هذا الإفتتاح والذي أقيم في قاعة كنيسة مار دانيال في حدث ‏الجبّة في حضور غبطة البطريرك، رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، نائبي ‏القضاء ستريدا جعجع وجوزيف اسحق، رئيس الإتحاد إيلي مخلوف ورئيس بلديّة حدث ‏الجبّة جورج الشدراوي، زفّت النائب جعجع في كلمتها خبر البدء بالمرحلة الثانية من ‏مشروع تحويل وادي قاديشا إلى معلم سياحي ديني عالمي والتي تتضمن إعادة تأهيل 5 ‏مواقع أثريّة تقع ضمن نطاق بلدة حدشيت المطّل على الوادي والطرق المؤدية لها ‏بالإضافة إلى ترميم الجداريات فيها، وهي: كنيسة مار بهنام، دير مار جرجس، دير مار ‏يوحنا، كنيسة مار شليطا وكنيسة القديسة شمونة”.‏

وأضاف، “بعدها، عمد البعض من أهالي حدشيت إلى بناء حائط إسمنتي على طرف البلدة الواقع ‏في نطاق الوادي المقدّس، في محاولة من هذا البعض للتحضير من أجل شق طريق من ‏البلدة باتجاه الوادي مخالف تماماً لكل مواصفات وزارة الثقافة والتراث العالمي. كما ‏حاول هذا البعض أيضاً التحجّج بمسألة الوصول إلى المدافن من أجل تبرير بناء هذا ‏الحائط وشق هذا الطريق.‏

الجدير بالذكر هنا، أن نائبي القضاء ستريدا جعجع وجوزيف اسحق كانا قد اتفقا ‏مسبقاً مع رئيس بلديّة حدشيت روبير صقر على تسهيل شق طريق إلى المدافن لما لهذه ‏المسألة من أهميّة كبيرة بالنسبة لهما وهي قدسية وحرمة الموت، وقد أمّنا جميع الموافقات ‏الفنيّة اللازمة لهذا الطريق من المديرية العالم للآثار في وزارة الثقافة. إلا أن الحائط الذي ‏بُني لا علاقة له إطلاقاً، لا من قريب ولا من بعيد، بالطريق المؤدية إلى المدافن”.‏

ولفت إلى أنه “كما تجدر الإشارة إلى أن الأمر المهم في هذه المسألة، هو أن وزارة الثقافة حاولت ‏التواصل في حينه مع رئيس البلديّة طالبةً تدخّل البلديّة الفوري من أجل وقف أعمال ‏بناء الحائط المذكور أعلاه، والذي يشكّل بحسب الوزارة مخالفة جسيمة لقوانينها ومعايير ‏الأونيسكو والتراث العالمي. إلا أن بلديت حدشيت لم تُحرك ساكناً مما اضطر الوزارة إلى ‏إصدار قرار بتاريخ 22 أيلول 2020 رقم 2981 بضرورة إزالة المخالفة عبر هدم ‏الحائط الذي يشكل مخالفة صريحة وكبيرة في نطاق الوادي.‏

وصل القرار إلى البلديّة بالمراسلة، إلا أن الأخيرة رفضت العمل بموجبه في حينه، فعادت ‏وأكّدت وزارة الثقافة على قرارها إلا ان البلديّة عادت لترفض العمل به مجدداً حيث ‏تكرّرت هذه الواقعة مراراً وتكراراً وآخر تأكيد لوزارة الثقافة على قرارها كان بتاريخ 2 ‏آذار 2021 رقم 443 والذي رفضت البلديّة العمل بموجبه أيضاً”.‏

وأردف، “في هذا الوقت، تدخّل مصلحون من البلدة وحاولوا طرح حلول وسط كمثل استبدال ‏الباطون المسلّح بالحجر الصخري وانشاء الحائط بشكل متدرّج الأمر الذي ينسجم مع ‏قوانين وزارة الثقافة ومعايير الأونيسكو والتراث العالمي. وقد زار في هذا الخصوص، ‏رئيس الإتحاد إيلي مخلوف، رئيس بلدية حدشيت روبير صقر، نائب رئيس البلديّة ‏كارلوس اسحاق ورئيس بلدية حدشيت السابق إيلي حمصي مدير عام وزارة الثقافة ‏سركيس خوري في مكتبه في الوزارة، حيت تم طرح الحل الوسط على الأخير وقد خلص ‏المجتمعون إلى التوافق عليه، إلا أن البلديّة تمنّعت عن تنفيذ ما اتُفق عليه.‏

بعد ذلك، قامت الوزارة بمراجعة البلديّة مراراً وتكراراً في الأشهر المنصرمة بخصوص ‏الحائط وتنفيذ الحل المتفق عليه ولكن من دون أي جدوى الأمر الذي اضطر وزارة ‏الثقافة إلى مراسلة وزارة الداخليّة والطلب منها تنفيذ القرار الصادر عنها بإزالة المخالفة، ‏فكلّفت الداخليّة بدورها قوى الأمن الداخلي للقيام بذلك”.‏

وتابع البيان، “بعد كل هذا السرد للوقائع، يهمّنا، كنائبين عن قضاء بشري، ان نتوجّه إلى أهلنا في ‏حدشيت بالقول: لا تكونوا ضحيّة الديماغوجيّة، وأنتم الذين دفعتم الغالي والنفيس في ‏سبيل سيادة لبنان واستقلاله وقيام دولة فيه، دولة قانون فعليّة.‏

لا تدعوا أحداً يصوّر لكم أن ما يجري هو تعدٍ على حدشيت لأن حقيقة الأمر لا تعدو ‏كونها مجرّد إزالة لمخالفة.‏

لا تدعوا أحداً يلعب على وتر عصبيّتكم ومحبتكم لبلدتكم لغايات معروفة في نفس ‏يعقوب، بل كونوا واثقين أن من يحبّكم فعلاً هو من يعمل على تأمين موارد إضافيّة ‏وثابتة لأبنائكم بغية مساعدتهم للبقاء متجذرين في أرضهم وتأمين حياة كريمة ومستقرّة ‏لهم عبر تحويل حدشيت إلى قبلة سياحيّة دينيّة ثقافيّة بيئيّة تراثيّة عالميّة، فمشروعنا ‏واضح وهو تحويل حدشيت إلى وجهة سياحيّة أساسيّة في المنطقة بعد أن هُدرت ‏حقوقها في المراحل السابقة”.‏

وقال، “نحن في قضاء بشري نموذج الجمهوريّة القويّة حيث يسود حكم القانون ومبدأ ‏المساواة ما بين جميع أبناء القضاء، لذا كما حاول البعض في العام 2015 عرقلة ‏مشروع إعادة إحياء مهرجانات الأرز الدوليّة بعد انقطاع دام 50 عاماً وفشل، وكما ‏حاول البعض الآخر تشيد المخالفات حول غابة أرز الرب الدهريّة ولم يفلح، وكما ‏حاول البعض عرقلة استكمال المرحلة الثانية والأخيرة من تأهيل وتجهيز مستشفى ‏أنطوان الخوري ملكة طوق – بشري الحكومي ولم ينجح بذلك، كذلك نؤكد أن كل ‏محاولات عرقلة مشروع تحويل وادي قاديشا إلى معلم سياحي ديني عالمي لن تصل إلى ‏مكان ونحن مستمرون في مسيرتنا لأننا نعمل من أجل الصالح العام ولكي نجذّر أهلنا ‏في أرضهم، خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، وفي نهاية المطاف كما ‏دائماً “ما رح يصح إلا الصحيح”.‏​