تفقيس البيض في عيد الفصح… عادة مسليّة تفقد رونقها بسبب ارتفاع الأسعار!

  • Apr 1, 2021 - 6:55 pm

كتبت رانيا شخطورة في وكالة أخبار اليوم:

“لا تكتمل فرحة عيد الفصح المجيد دون “البيض المسلوق والملّون”، و”تفقيسه”، من خلال منافسة لا سيما بين الاولاد، فمن تصمد بيضته يكون الفائز.

ومن بين العادات التي يتبعها المسيحيون في عيد الفصح، في مختلف دول العالم، هي تلوين البيض، ويرمز البيض في كل الحضارات إلى تجديد الحياة والخصوبة، إلا أن المسيحيين أضافوا إليه معنى جديدًا واتخذوا منه ركنًا أساسيًا في عيد الفصح، وبات يرمز إلى ولادة البشرية من جديد، وتدل القشرة القاسية إلى حجر قبر السيد المسيح الذي حين دُحرج خرج منه النور يوم قيامة يسوع من الموت في اليوم الثالث. وفي الاطار عينه عادة “تفقيس” البيض، ترمز إلى الإنبعاث والتجدد في حياة السيد المسيح.

وفي العادة، كان يكثر بيع البيض في هذه الفترة من العام، وكان مشهد “الكراتين المستّفة فوق بعضها البعض” كاشعار باقتراب العيد… وكان تلوين البيض وتزيينه من العادات التي تجمع الاسرة!

فأين نحن اليوم من هذه العادات. اذ يبدو ان الازمة الاقتصادية  تقضي ايضا عليها وعلى رمزيتها.

الاسبوع الفائت، شهدت الاسواق المحلية حملة، مقاطعة البيض تحت عنوان «خليها تفقس» احتجاجا على ارتفاع سعره إلى أكثر من الضعف في وقت يعاني فيه البلد من أزمة اقتصادية ومالية خانقة حوّلت أكثر من نصف سكانه إلى فقراء.

كي لا نلغي العادات

اما هذا الاسبوع، فالحركة على شراء “البيض” خجولة، وفي جولة على أحدى السوبرماركات في العاصمة، تقول السيدة ريما ح. (امّ لولدين) انها في السنوات السابقة كانت تشتري كرتونة، “كنت افرح كثيرا لرؤية ولداي يلونان البيض ويزينوه من اجل المنافسة به في اليوم التالي. ولكن هذا العام سأكتفي بعدد قليل، فقط فلا داعي للهدر”.

وهذا نفسه ما يقوله الشاب فادي ن. (في العشرينيات) كنا في السابق نحتفل في الاعياد بشكل مختلف لكن هذا العام الوضع تغير ونكتفي بالقليل كي لا نلغي العادات التي تربينا عليها.

وكل من التقيناه كان جوابه: سنكتفي بالعدد القليل، لكل فرد من العائلة بيضة واحدة، او “بلاها” هذه السنة، لربما العام المقبل تكون الظروف افضل!

موسى فريجي

اما على مستوى الاسعار وحقيقة ارتفاع سعر كرتونة البيض ليصل الى 40 الف ليرة، فيشرح رئيس النقابة اللبنانية للدواجن موسى فريجي، عبر وكالة “أخبار اليوم” الى ان  الناس ضحية الغش من قبل الدولة او تجار المفرق او الجملة، حيث الفوضى حيثما كان.

وينتقد حملة مقاطعة البيض، مشبها الامر بمن يطلق النار بنفسه على رجله، اذ ان من كان وراء هذه الحملة لم يقدّم البديل، وفي الواقع لم يصل سعر كرتونة البيض الى 40 الفا الا نادرا في بعض المتاجر مع الادعاء انه “بيض بلدي” وثمنه اغلى دائما من “بيض المزارع”.

ويتابع: اما بيض المزارع فلم يصل سعره الى اكثر من 30 ألفا، مع العلم انه كان يفترض ان لا يتجاوز الـ 25 او26 الفا، خصوصا وان  المزارع تبيع البيض الى تجار الجملة  ما بين 18 و20 الف ليرة للكرتونة، ولدى التجار هامش كبير من الربح، وقد حدده قانون المواد الغذائية بـ13% على الفاتورة الغذائية، والبيض جزء اساسي منها، وبالتالي على وزارة “الاقتصاد ان تنزل الى الساحة” وتراقب الاسعار.

سعر كرتونة البيض 19 ألفا

ويشير الى ان السعر خاضع للعرض والطلب، والالتزام بسعر محدد كان بناء على تعميم من وزارة الاقتصاد للفترة ما بين 6/10/2020 ولغاية 6/1/2021، ولكن رغم ذلك لم يرتفع سعر كرتونة البيض عند المزارع اكثر من 19 او 20 الف ليرة في بعض الاماكن القريبة من بيروت، وبالتالي يباع في المتاجر بسعر لا يجاوز الـ 24 الفا.

وفي السياق، يلفت فريجي الى ان حماية الانتاج المحلي من الدجاج عبر منع الاستيراد الا باذونات خاصة ، الحق اضرارا فادحة بالمستهلك اللبناني بسبب غلاء الدجاج والبيض، موضحا ان الاستيراد يرتبط بوزارتي الاقتصاد والزراعة، حيث كل المواد الغذائية، من اعلاف او دواجن ولحوم او حليب…  تمر اولا بوزير الزراعة الذي انطلاقا من مرسوم صادر عن مجلس الوزراء يمنح اذن الاستيراد لكل هذه المواد الغذائية. بعد ذلك تنتقل المعاملة الى وزير الاقتصاد الذي يقبل بها او يرفضها، لتصل اخيرا الى المصرف الذي يحوّل الاموال الى الخارج.

ويقول فريجي: ما هو حاصل حاليا، انه في معظم الحالات يتأخر تحويل الاموال الى الجهة المصدّرة في الخارج، ويضطر التاجر او المستورد لدفع الاموال فريش هربا من الشرط جزائي مقابل كل يوم ترسو فيه الباخرة دون تفريغ حمولتها الذي يصل يوميا الى اكثر من 16 الف دولار، وهذا المبلغ في حال دفعه يتم تحميله ايضا الى المزارع الذي بات لا يستفيد من الدعم… الامر الذي ينعكس على الاسعار.