عودة يحذر من “ارتطام مميت”

  • Mar 21, 2021 - 1:24 pm

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

وقال: “وضعنا لا يحسدنا عليه أحد: الليرة في أدنى المستويات ووزير المال غائب. وزير الطاقة بشرنا بالعتمة. وزير الداخلية أعلن أن البلد مكشوف أمنيا. رئيس الحكومة المستقيل هدد بالاعتكاف. ترى من يتحمل مسؤولية البلد؟ بلبلة وضياع وتدهور جنوني مخيف، أخشى أن ينتهي بارتطام مميت، إلا إذا صحت الضمائر وتم تأليف حكومة تتولى زمام الأمور. هنا نؤكد لمن يعنيهم الأمر أن المواطن غير مهتم بعدد الوزراء، وبالثلث المعطل، وبحصص الزعماء. المواطن لا يريد إلا العيش بكرامة وسلام في وطن حر سيد مستقل، تسوده العدالة ويحكمه القانون، لذا نسأل المعنيين بتأليف الحكومة عدم فض اجتماعهم يوم الإثنين قبل الوصول إلى حل”.

وأضاف، “بعد أيام قليلة نعيد لبشارة والدة الإله. لقد أرادت دولتنا أن يكون هذا العيد رمزا للعيش المشترك والوحدة الوطنية. الوحدة لا تتحقق بيوم عطلة رسمية. الوحدة الوطنية تتحقق باحترام الآخر والدفاع عن كرامته وحقه بالحرية الكاملة، حرية الفكر والرأي والمعتقد، مهما كان مختلفا، لأن الجميع متساوون في الوطن. اللحمة الوطنية تتم عندما تعم المساواة والعدالة والحق وتكون الحكومة لكل الوطن، لا لفئة واحدة أو لون واحد. لبنان الواحد يتحقق عندما تخفق قلوب جميع مواطنيه باسمه فقط، لا باسم هذا الزعيم أو تلك الدولة. ننتظر في عيد البشارة بشارتين: الأولى بشارة بمجيء المخلص من مريم العذراء، والثانية بشارة بخلاص لبنان واللبنانيين من كل الأزمات والصعوبات، من خلال ولادة حكومة تقود الشعب بحكمة نحو بر الأمان. الحاجة ملحة إلى حكومة حكماء، أناس يعرفون ماذا يفعلون وليسوا أجراء لدى أحد. هل حقا نريد أن نعيش معا ونريد المحافظة على كياننا واستقلالنا؟ لنتخل إذا عن كل ارتباط خارجي وكل تطلع إلى ما وراء الحدود، ولنشبك الأيدي، راحمين بعضنا بعضا، عاملين على إعادة اللحمة وبناء ما قد هدمته خطايانا، وأولها الحقد والتعنت والكبرياء وحب الإنتقام. إن دولتنا تمر بأزمة وجود ومصير، ولن تستعيد قرارها قبل استعادة حريتها الكاملة، والتخلص من كل ارتهان أو وصاية. يكفي تقاذف كرة الإتهامات. الجميع مسؤول عن الفساد والإنهيار، فليتحمل الجميع المسؤولية ولا ضرورة لغسل الأيدي، لأننا نعيش في بلد صغير كل شيء فيه معلوم”.

وختم عوده: “دعاؤنا أن يصل مسؤولونا إلى استقامة رأي وطنية، فيصير كل عيد من الأعياد التي ذكرناها عيدين. صلاتنا، أن يبقى إنسان هذا البلد على إيمانه بالله القادر وحده أن ينقذه وينتشله ويوصله إلى ميناء الخلاص. لا تيأسوا، فإن اليأس سلاح الشيطان. صلوا، صوموا، كثفوا التضرعات، فالله يستمع لعبيده ولا يخيب المتوكلين عليه”.