عوده: علينا تلقي لقاح كورونا وإتباع الإرشادات

  • Feb 21, 2021 - 2:28 pm

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى عظة قال فيها: “نبدأ اليوم رحلتنا التحضيرية نحو الصوم الأربعيني المقدس، منطلقين من محطة الكبرياء والتواضع، من مثل الفريسي والعشار”.

وأضاف، ” الذين يتذكرون أنهم بشر خطاؤون، يدركون أن التوبة هي الدواء الأفضل لمرض الكبرياء. هؤلاء يعرفون جيدا الكتاب المقدس، ويعرفون أن الله يصد المتكبرين وينعم على المتواضعين، فالمريض، لكي يحصل على الشفاء، يذهب إلى الطبيب ويخبره بكل العوارض التي يشعر بها، هكذا الخاطئ التائب، يذهب إلى الكنيسة-المستشفى الروحي، ويعترف بتوبة وعدم خجل أمام الكاهن كي يشفى من أمراضه الروحية ويذهب مبررا، تماما مثلما فعل العشار الذي اعترف أمام الله بأنه محتاج إلى الرحمة لأنه خاطئ، فتبرر”.

وتابع، إن “الإعتراف بالخطايا أصعب بكثير من التحدث عما نفعله من بر. صلاة الفريسي أتت دينونة له، فزادت على شروره شرا، لأنه راح يصلي مقودا من إعجابه بنفسه، وكأن الله لم ير أعماله فراح يخبره بما فعل من أمور حسنة، متغافلا عما فعله من سيئات. تعامل الفريسي مع الله كأن الله لا يرى سوى ما يشاؤه هو أن يراه. تجاهل قوة الرب الحاضر في كل مكان، وظن أن باستطاعته إخفاء قبائحه عن الخالق. إن البر الذاتي مدمر وخطير إذ يؤدي إلى الكبرياء، ويدفع الإنسان إلى إحتقار الآخرين”.

وقال: ” المسيح تنازل ليخدم البشر، الذين هم أصغر منه، ليعلمنا كيف نتواضع ونحب بحق. لذا، على كل مسؤول أن يطأطئ أناه خدمة للذين أوكلت إليه مسؤوليتهم، ومحبة بهم، وشعورا منه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وأقول هذا فيما العالم يعاني من جائحة لا ترحم، وقد انكب علماء العالم على دراسة الفايروس الذي انتشر وقاموا بالتجارب والأبحاث، وعملوا بجهد من أجل الوصول إلى لقاح يحمي البشر ويحافظ على حياتهم بانتظار التوصل إلى علاج. هؤلاء، بمعونة الله وبفضل علمهم، مدفوعين بالخير في قلوبهم ومحبة البشر، وبإيمانهم برسالتهم، توصلوا إلى ما وصلوا إليه، لكن الغريب أن بعض الجهلة والفريسيين انبروا إلى إطلاق الأحكام والنظريات التي تشوش أفكار البشر وتدفعهم إلى التردد في قبول اللقاح”.

وأشار إلى أنه على “كل عاقل الإلتزام بكافة الإجراءات التي تدعو إليها الجهات المسؤولة والمختصة من إرتداء الكمامة وحفظ التباعد الجسدي مع الآخرين، وتحاشي التجمعات ليس فقط في الأماكن العامة بل أيضا وخصوصا في المنازل. ومن كان منا مصابا بالفيروس عليه التوجه إلى طبيبه للمعالجة، وتحاشي نقل الفيروس إلى من هم حوله مدفوعا بالواجب والمحبة. كما علينا تلقي اللقاح واتباع إرشادات الأطباء دون الإصغاء إلى الدخلاء وزارعي الأفكار المغلوطة البعيدة عن العلم”.

وأردف: “أما الدولة فعليها توعية المواطنين على الإجراءات الضرورية الواجب إتخاذها وفي الوقت نفسه النظر إلى أوضاعهم الصعبة وتسهيل عودتهم إلى أعمالهم، إن لم تكن قادرة على مساعدتهم، مع تشددها في فرض التدابير اللازمة، وفرض هيبتها، كي لا يتهاون المواطن، كما عليها تأمين اللقاح لكل المواطنين، دون تمييز، وبأسرع وقت، وتنظيم عملية التلقيح بشكل فعال، من أجل حماية المجتمع”.

وقال: “الحفاظ على عطية الحياة واجب أخلاقي، والحفاظ على سلامتنا الجسدية كما الروحية واجب أيضا. لذا علينا التوبة عن كل ما يسيء إلى حياتنا الروحية وسلامتنا الجسدية، والصوم عن كل ما يؤذينا ويؤذي أخانا الإنسان وبيئتنا، ولنضع رجاءنا على الرب ونصل باتضاع ورجاء وبلا انقطاع، وشعرة واحدة من رؤوسنا لا تسقط بدون علم أبينا السماوي”.

وختم المطران عوده: “دعونا نتأمل سيرتنا الذاتية، في ضوء مثل الفريسي والعشار، ونفكر بمن منهما نرغب أن نتمثل. ولنصل باستمرار، بروح التواضع، طالبين الرحمة من الله، لأننا جميعا بحاجة إلى رحمته. ألا منحنا الرب رغبة حقيقية في الخلاص، وزرع في قلوبنا التواضع والمحبة الحقيقيين، آمين”.