غالباً ما يُقال إن الفطور هو أهم وجبة في اليوم. وهناك أدلة على أنه يمكن أن يكون مفيدا للغاية للصحة، ولكن بعض الخبراء يؤكدون أنه لا بأس من تخطيه. والأهم من ذلك هو تناول أطعمة كاملة مليئة بالفيتامينات والعناصر الغذائية التي تمدك بالطاقة طوال اليوم، سواء كان ذلك من طعام الصباح أم لا.
هل من المقبول تخطّي وجبة الفطور؟
في النهاية، ما إذا كان يجب عليك تخطي وجبة الفطور أم لا يعود إلى أهدافك. على سبيل المثال، يرتبط تناول وجبة الفطور بفوائد مثل:
– فقدان الوزن: وجدت دراسة صغيرة حديثة أن الرجال يحرقون 2.5 ضعف عدد السعرات الحرارية على مدار اليوم عندما يتناولون وجبة فطور كبيرة وعشاء صغيرا مقارنة بوجبة فطور صغيرة وعشاء كبير.
– وزن صحي: وجدت الأبحاث التي أجريت على الرجال والنساء اليابانيين أن أولئك الذين تخطوا وجبة الفطور كانوا أكثر عرضة لزيادة الوزن والسمنة.
– نسبة السكر في الدم أكثر استقرارا: وجدت دراسة أجريت على المصابين بداء السكري من النوع الثاني أن أولئك الذين تخطوا وجبة فطور لديهم مستويات أعلى من HbA1 ومستويات سكر الدم المتغيرة.
– انخفاض خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض القلب: وجدت دراسة رصدية كبيرة أن الذين تناولوا وجبة الفطور كانوا أقل عرضة للوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية على مدى 23 عاما من المتابعة.
– أداء أفضل في المهام اليومية، مثل المدرسة والعمل: تشير الأبحاث إلى أن تناول وجبة الفطور يقدم ميزة طفيفة على الوظيفة الإدراكية، بما في ذلك الذاكرة. على سبيل المثال، وجدت إحدى المراجعات أن الطلاب الذين يتناولون وجبة الفطور يميلون إلى الحصول على درجات أفضل وأقل عرضة للتشويش في الفصل.
وفي حين أن تخطي وجبة الفطور يرتبط أيضا بفوائد مثل فقدان الوزن. وجدت أبحاث أخرى أن تخطي هذه الوجبة قد يقلل من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، ما قد يؤدي أيضا إلى فقدان الوزن.
ويتخطى بعض الناس وجبة الفطور كشكل من أشكال الصيام المتقطع. وهناك دراسات تشير إلى أهمية تناول وجبة الفطور بينما يقترح البعض الآخر عكس ذلك. ولهذا السبب يصعب على الخبراء القول بشكل قاطع إن تناول وجبة الفطور هو الأفضل لصحتك.
ومن المهم أيضا ملاحظة أن معظم الدراسات حول وجبة الفطور قائمة على الملاحظة، ولا تفصل بالضرورة بين السبب والنتيجة.
لذلك، قد تجد إحدى الدراسات أن الأشخاص الأصحاء يميلون إلى تناول وجبة الفطور. لكن من غير الواضح ما إذا كانت وجبة الفطور تجعل هؤلاء الأشخاص أكثر صحة أو إذا كان تناول وجبة الفطور عادة شائعة للأشخاص الأصحاء لأسباب أخرى.
ولذلك عند التفكير في تخطي وجبة الفطور أو تناولها، ركز على احتياجاتك الخاصة بحسب بوني تاوب-ديكس، اختصاصية وخبيرة التغذية.
لماذا الفطور ليس أهمّ وجبة في اليوم؟
عندما يتعلق الأمر بالوزن والصحة العامة، فإن ما تأكله ومقداره أكثر أهمية من وقت تناوله. وتقول تاوب-ديكس: “كلمتي المفضلة هي التوازن، وهذا يحدث فرقا كبيرا”. ووجدت بعض المراجعات العلمية أن الدراسات تميل إلى المبالغة في أهمية تناول وجبة الفطور، وأن البيانات الصعبة لإظهار الفوائد محدودة للغاية.
وفي حين أظهرت بعض الدراسات أن وجبة الفطور يمكن أن تساعد في تحسين الأداء العقلي والجسدي في الصباح، مقارنة بالجوع، إلا أن هناك القليل من الأدلة على أن لها أي ميزة إذا كنت تحصل على ما يكفي من الطعام عموماً.
وإذا تخطيت وجبة الفطور، سواء عن قصد أو عن طريق الخطأ، فالشيء المهم هو التأكد من تناول وجبات غنية بالعناصر المغذية بقية اليوم للتأكد من أنك تزود جسمك بالوقود بشكل صحيح. وللحصول على وجبة فطور صحية، حاول استهداف الأطعمة غير المصنعة والغنية بالبروتين والألياف والدهون الصحية.
وتوصي تاوب-ديكس بتناول مزيج من البروتينات والكربوهيدرات المعقدة لتغذية عضلاتك ودماغك، جنبا إلى جنب مع الدهون الصحية لمساعدتك على الشعور بالشبع بعد تناول الطعام.
وتتضمن بعض الأمثلة على وجبات الفطور المتوازنة ما يلي:
– دقيق الشوفان مع زبدة الفول السوداني أو زبدة اللوز والتوت.
– زبادي بالفواكه والمكسرات.
– الحبوب الكاملة مع البيض و/ أو الجبن والخضار.
