كلمة من القلب من أسرة الانسان أولاً وفريق Tawasal.com….
ابن غادير البار.
ربيب جونية وعاشقها.
سليل العائلة التي ما وفّرت يوماً لكسروان وللوطن تقدمة وعطاء.
الممهور برفعة الاخلاق. الموسوم بحكمة الاتّزان. المجبول بعمق المعرفة. المدموغ برسالة الخدمة. المطبوع بفطرة الآدميّة. المختوم بحبّه للإنسان ولبنان…كان أن ترجّل عن حصان شهامة الحياة وكبرياء الكلمة لا استسلاماً، بل خضوعاً لمشيئة الباري.
فقد ارتوت المحبّة من ينبوعها وإليه تعود.
ليس سهلاً الكتابة عن خسارة جورج حنا بو معشر. فالرجل رهن قلمه للحقّ، وأبى أن يسيل حبره إلا لفعل الخير وللإنماء.
حمل شكاوى المواطنين. رفع الآم المعذّبين. دافع عن الموجوعين. لاحق مطالب المستحقّين.
وما ترك سبيلاً إلاّ وخاضه من أجل أخيه الإنسان وفي سبيل حرّيته وكرامته.
لقد شكّل جورج حالة مختلفة في معايشته للسلطة الرابعة. كان منبراً بذاته لكلّ قضيّة وللقضيّة. الصادق في مقارباته. الشفّاف في توجّهاته. والهادف في إطلالاته.
بمهنيّة قلّ مثيلها، صبّ كامل جهده من أجل إنماء مدينته ومنطقته. فقد أدرك كم كثيرة هي الوزنات التي جعلها الله في الأرض التي شغفته، أكان بمدارسها وجامعاتها، أم بروعة خليجها وجمال تلالها، أو بطابعها الروحي الاستثنائي. فانكب فاعلاً على تثمير هذه الوزنات في وقت ندر فيه الفاعلون.
في رحيلك اشتياق إلى الصديق الصدوق. وتوق إلى دماثة الجلسات واناقة الكلام وفيها تصميم أكيد على الدفع نحو تقدّم المجتمع ورقيّه.
نفتقدك مع عائلتك بأسى يا جورج. تفتقدك غادير وجونية وكسروان ولبنان، كما نقابة الصحافة اللبنانيّة ونقابة المحرّرين اللبنانيين والرابطة المارونيّة ومجلس انماء كسروان ونادي ليونز.
يفتقدك تلفزيون لبنان ووكالات الأنباء والصحف، والمنتديات الثقافيّة والاجتماعيّة. فهل كثير على القاماتِ تفتقدُ الكتف التي كانت تتّكئ عليه، في زمن نحن بأشد الحاجة إلى أمثالك؟
وإن كان على المحيّا علامات الانكسار، لكن تأكّد، مسيرة الإنسان لا تُقاس بالسنواتِ التي يمضيها على الأرض، وإنّما بقدر ما يعطيهُ للآخر، ويربحهُ لنفسه…وقد أعطيت الكثير للإنسان ولمنطقتك وللبنان.
من #أسرة الانسان أولاً وفريق Tawasal.com أصدق التعازي الى أهل الفقيد.
