سنّة الحياة أن يدفن الأبناء أباءهم. لكننا أصبحنا في زمن قاهر، زعزع مسار الحياة الطبيعي. فجاء كورونا ليبدّل الخوف على حياة الكبار في السن بموت الأصغر منهم ويحرمهم من الوداع الأخير.
فمن على سرير المستشفى، فارق جوزيف التنوري الحياة ليلتقي بوالدته في الحياة الثانية، بعد صراعٍ مع كورونا، تاركًا وراءه زوجته وثلاثة أولاد.
“بكير كتير يا زوزو. العيشة بتلبقلك بعد”. هكذا نعاه ابناء المنطقة. فعلا “بكير”. فجوزيف الذي بالكاد تخطى الـ40 عاما خسر المعركة وودّع بلدته بقعتوته.
وانهالت رسائل الوداع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذي أصبح “كئيبًا” بعد أن منعت كورونا الوداع الأخير بين الأحباء. ليقول أحد رفاق التنوري “اهلو ورفقاتو ما لحقوا يودعوه.. ضيعان الشباب – ضيعان الرجال”، فيختصر معاناة عائلة “زوزو” واللبنانيين.
واحتفل بالصلاة لراحة نفسه ظهر اليوم الخميس في كنيسة سيدة النجاة الرعائية بقعتوته.