حادث إغماء الممرضة يغذّي نظريات المؤامرة عن لقاح كورونا

  • Dec 20, 2020 - 7:45 pm

تستمر الحملات المضللة ضد اللقاحات التي تكافح تفشي فيروس كورونا المستجد، في ظل بداية دول عدة حملة تطعيم وطنية ضمن مساع للقضاء على الوباء.

وغذت حادثة الممرضة تيفاني دوفر، التي تعرضت لحالة إغماء عقب تلقيها لقاح مضاد للفيروس التاجي في مستشفى “CHI” بولاية تينيسي الأميركية، الشائعات المستمرة ضد اللقاحات، حيث زعمت معلومات يتم تداولها على نطاق واسع عن “وفاة الممرضة وممارسة الضغوط على أسرتها حتى لا تعترف بالوفاة”.

ونفت وسائل إعلام أميركية وفاة الممرضة دوفر بعد الشائعات التي ملأت وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الشأن، في وقت أكد المستشفى الأميركي أن دوفر بحالة جيدة، وقال في تغريدة عبر تويتر إن الممرضة تطلب الخصوصية لها ولأفراد أسرتها، عقب المعلومات المضللة التي واجهتها.

وتداول مستخدمو برامج التواصل الاجتماعي فيديو للممرضة مرفق بعبارة “مريضة تموت مباشرة على الهواء بعد أخذها لقاح فايزر!! نعم إنه آمن ٩٥% ولكن ١٠٠% موت محتم #لاللقاح”.

وقبل لحظات من غشيان الممرضة دوفر، قالت أمام الصحافيين وهي متعبة “أنا آسفة، أشعر حقيقة بدوار، أنا آسفة”.

وأكد الأطباء بعد دقائق من الواقعة، أن مكونات اللقاح ليس لها علاقة بغشيان دوفر. فيما قالت دوفر لاحقا، إنها تعاني من حالة طبية، تعرضها للإغماء عندما تشعر بالألم.

وفي أحدث المعلومات المضللة، يعتبر آخرون اللقاحات الجديدة، ليست سوى خطة للسيطرة على العالم من قبل القوى العالمية، تماما مثل خطة “بينكي وبرين” في المسلسل الكارتوني الشهير.

وتأتي هذه الشائعات الجديدة التي تساهم في بث روح الخوف لدى الناس لعدم الحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، في وقت يعكف فيه الخبراء على تصويب المعلومات المضللة التي تنتشر حول هذه اللقاحات.

أستاذة الوراثة الجزيئية في كلية العلوم بجامعة الملك سعود، أمل الهزاني، تقول إن المعلومات عن اللقاحات يجب أن تستقى فقط من الأطباء الباحثين المتخصصين في علم الفيروسات.

وقالت الدكتورة السعودية في تصريح تلفزيوني إن مركز الملك عبدالله للأبحاث الطبية في الحرس الوطني يملك تعاونا مع الخبراء في جامعة أكسفورد بشأن فيروس كورونا السابق الذي تفشى في المملكة عام 2012.

وأكدت الهزاني أن المخاوف بشأن اللقاحات ستنتهي بوجود حملة تطعيم عالمية لمكافحة الوباء، مضيفة: “اللقاح آمن وفعال بنسبة 95 في المئة، وهامش الخمسة في المئة المتبقية لا تشكل خطورة على الإنسان”.

تعليقا على حادثة الممرضة الأميركية دوفر، قالت الهزاني: “الممرضة لم تمت، ولو استمر التصوير لدقيقتين لتبين أنها أفاقت من الغيبوبة التي شرح الأطباء أسبابها”.

وأشارت الهزاني إلى أن العلم تطور في مختلف المجالات، بما فيها مسائل الجينات والوراثة، مشددة على أهمية توعية الناس في سبيل العودة للحياة الطبيعية.

وبدأت دول عدة منها الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية وإسرائيل حملات تطعيم كبرى بلقاح فايزر/ بايونتيك الذي اعتمد استخدامه الطارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، إضافة إلى اعتماده من قبل المملكة المتحدة.

وكانت فايزر الأميركية وشريكتها بايونتيك الألمانية، أعلنت عن فعالية لقاحهما المضاد لفيروس كورونا بنسبة تصل إلى 95 في المئة بعد الانتهاء من التجارب السريرية الثالثة.

ووفقا لخبراء الأوبئة لا بد من تطعيم أكثر من 70 في المئة من الناس في دولة ما، لوقف تفشي الوباء فيها.