فعلها الرئيس المكلف سعد الحريري، اقدم على الخطوة التي طالما نصحه بها المقربون في محيطه، فصعد الى بعبدا الاربعاء حاملا مغلفين الاول فيه تشكيلة كاملة والثانية فيه سير ذاتية للمرشحين. قدم الحريري تشكيلته من 18 وزيرا لرئيس الجمهورية ومشى… ولكن ماذا بعد خطوة الحريري؟ هنا السؤال الاساس؟
آخر المعطيات عن اجتماع عون – الحريري امس انه لم يكن ايجابيا على عكس ما روج اعلاميا، اذ بادر الرئيس عون الى استمهال الحريري مدة 24 او 48 ساعة للرد على طرحه لكن الاهم انه قدم هو ايضا اي الرئيس عون طرحاً متكاملاً حول التشكيلة المقترحة.
مصادر مقربة من الرئيس الحريري علقت عبر «الديار» بالقول: الرئيس المكلف فعل ما كان يطلبه منه دوما رئيس الجمهورية اي تقديم تشكيلة كاملة متكاملة بالتوزيع والحقائب والاسماء وهو فعل ما عليه.
المصادر ذاتها تكشف ان الحريري قدم تشكيلته لعون وقال له : «هذه هي التشكيلة التي اراها مناسبة اطلع عليها وادرسها»، وتضيف قائلة : «التشكيلة التي قدمها يجب ان تعجب رئيس الجمهورية فالاسماء التي يرتاح لها عون موجودة في هذه التشكيلة».
المعلومات تكشف هنا ان تشكيلة الحريري راعت المداورة لكن في التوزيع الطائفي لا الحزبي، وهي خالية من اي ثلث معطل يشترط عدم وجوده الحريري في اي تشكيلة ما يعني عمليا ان حصة الرئيس والتيار لن تكون 7 بحسب تشكيلة الحريري انما 5 والسادس يتفق عليه بين عون والحريري، وهنا تكشف معلومات «الديار» ان الاسم السادس سيكون مبدئيا وزير الطاقة جو صدي الذي يعتبر «وديعة فرنسية»! كما تصفه بعض المصادر.
صحيح ان الحريري اكد انه قدم تشكيلة كاملة حتى بالاسماء لكن مصادر بارزة مطلعة على جو 8 اذار تكشف للديار انه على عكس ما قيل فحزب الله لم يسلم اسماء وزرائه للرئيس المكلف على الرغم من ان الرئيس المكلف سبق وطلبها لكن الحزب رفض التسليم قبل اتفاق الحريري على حصة الرئيس عون تماما كما كانت ذكرت معلومات «الديار» منذ ايام.
على اي حال وبانتظار الاجتماع المقبل بين عون والحريري، ان حصل، فبين تشكيلة الحريري وطرح عون لمن ستكون الغلبة؟ وهل سنكون فعلا امام حكومة قريبة ينتظر دخانها الابيض رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كما غرد امس عبر حسابه على تويتر مع الاشارة هنا الى ان حصة جنبلاط في التشكيلة الحريرية المقدمة هي وزير ولكن بحقيبتين علم منها حقيبة الشؤون.
على هذا السؤال ترد اوساط بارزة مطلعة على المطبخ الحكومي بالاشارة الى ان المشهد الحكومي يختصر بالآتي :
ما يفعله الحريري هو محاولة شراء الوقت واستباق زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الثالثة الى بيروت فالعمل بالتالي على قاعدة : «انا عملت اللي عليي»، لكن الاوساط ذاتها تتوقع ان يزداد الضغط الفرنسي في الايام القليلة المقبلة سواء على الحريري او عون لحثهما على الاتفاق على حكومة تولد قبل مجيء الرئيس الفرنسي ولا سيما ان الاخير هو الذي تدخل شخصيا فكان وراء تسخين الخطوط بين بعبدا وبيت الوسط وكان وراء كسر الجمود الحكومي الذي كان سائدا وحتى وراء زيارة الحريري الاثنين والاربعاء الى بعبدا.
الضغط الفرنسي سيكثف صحيح، لكن مصادر بارزة تختم بالقول : «حتى اللحظة لا جديد على عكس كل ما قيل ولا جو يوحي بحكومة قريبة بانتظار ما قد تسفر عنه الضغوطات الفرنسية !
جويل بو يونس – الديار