كرمالك يا وطن رح ضل أصرخ لبناني وأفتخر

  • Aug 3, 2020 - 12:11 am

في زمن الدعوة الواضحة والصريحة الى الحياد في عز استعارة كورونا وعدادها المهرول في عز التدهور الإقتصادي والهم المحاصر لكل مواطن خرجت مبادرة شجاعة تكسر جدار الصمت وتصرخ: بكرا عيد الجيش عيد الوطن، معقول تمرق هالمناسبة “هيك”، وكل الوطن مفطوم على رائحة البدلة العسكرية ينحني إجلالا لما قدمته من تضحيات كي يبقى الوطن للوطن وعلى مسافة واحدة من كل الوطن.من هنا كانت مبادرة شجاعة من جمعية “لبناني وأفتخر” التي لم ننسى بعد ما قدمته في العام الماضي عندما نظمت “يوم مع الوطن” فأعادت الكرّة في إحتفالية غنائية وطنية بإمتياز لا يمكن لأي مراقب إلا أن يحيي الإحتراف العالي في التنظيم والتقنيات الباهرة التي جعلت صخور نهر الكلب تنطق مجدداً.إحتفالية جمعت نخبة من الأصوات على وقع أنغام ساحرة أعادت الدم الى عروق الروح الوطنية عند كل من تابع في الداخل والخارج عبر اتحاد 7 محطات تلفزيونية وصفحات الفيسبوك في نقل وقائع “كرمالك ياوطن”.ولكن… نعم ولكن، على ما يبدو أن هناك من يمتهم حتى الثمالة فن القصف المركز ويتقن بمهارة أسلوب الشرذمة ويعشق الإنقسام فتسلح بربع دقيقة كي ينسف ساعة ونصف من الإبداع والإلتحام مع المؤسسة العسكرية متجاهلا كل عناصر النجاح التي فرض نفسه بقوة ليل السبت في عيد الأول من آب فانهال بوابل من الإنتقادات على تقنية فنية بحتة إعتمدت أسلوب الميكسينغ على جملة من أغنية يا بيروت للسيدة ماجدة الرومي ولم يعيروا أذنا صاغية واحدة ليتأكدوا أن الثورة لم تحذف وهي حتماً تولد من رحم الأحزان، فلم تستوقفهم مثلاً كلمة رئيس الجمعية السيد فادي فياض والتي أكدت على أن الجيش سمع صوت الشعب وهو يقاسمه لقمة الجوع ويلتحف معه المعاناة. ولم يستمعوا لقصيدة الشاعر نزار فرنسيس التي أغرقت العيون بالدموع على وطن يحلم بالعودة إليه كل مغترب ويصلي لبقائه كل مقيم، حتى أنهم تجاهلوا كلياً أن الجمعية في إحتفاليتها كسرت حصار كورونا وطارت على أجنحة الأرز لتحصد أسمى عبارات المحبة من الفنان حسين الجسمي للبنان وأغنية بحبك يا لبنان بصوته الرائع للسيدة فيروز.كل هذا الضجيج لم يخرق أذهان المنتقدين فأمعنوا في استخدام ذخائر القمع حيناً والإهمال حيناً آخر ووصل بهم الأمر الى حد الإتهام العمد بالإهمال الواضح وكأن المنظمين لم يكن بإمكانهم تفادي كل هذه المعمعة والإستعانة بأغنية أخرى فيما محفظة الأغنيات الوطنية في لبنان حافلة وحافلة جداً.مهلاً يا سادة.. كرمالك يا وطن ليس للمتاجرة، فمن قدموا تعبهم وطاقاتهم وأصواتهم مجاناً لم يأتوا الى نهر الكلب لقتل الثورة أو إستئصال رحمها بل أتوا جميعاً مسلحين بإيمان عميق وهمة عالية ليرفعوا الحزن ولو لساعة وليصلوا الشرق بالغرب والإغتراب بأرض الوطن وليصرخوا بصوت عال “لا يا وطني ما رح إنعيك لأني موكل الجيش فيك” “فكرمالك يا وطن رح ضل قول أنا لبناني وأفتخر”.