ادلى نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي في اللقاء الوطني الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا اليوم بمداخلة رد فيها على كلام الرئيس ميشال سليمان الذي اتهم حزب الله بنقض إعلان بعبدا.وحصل ليبانون فايلز على نص المداخلة التي جاء فيها: لم يكن بودّي أن أقوم بهذه المداخلة خصوصاً بعد أن استمعنا الى الأسباب الموجبة التي دفعت الرئاسة للدعوة الى هذا الاجتماع، وخصوصا بوجود دولة الرئيس نبيه بري الذي بذل ما يجب ان يبذله كعادته تسويقاً وتنفيذاً لهذه الأسباب الموجبة التي أدليت بها. لكنني بعد أن استمعت الى كلمة الرئيس سليمان لا بد لي أن أقوم بالمداخلة التالية: أنا لست هنا بصدد مناقشة موقف حزب الله وهناك من يمثله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، ولن أكون مسيحياً أكثر من بولس الرسول أو مسلماً أكثر من أبي ذَر الغفاري. لكنني اريد ان اقول بخصوص ما يتعلق بنقض اعلان بعبدا الذي تعاطفت معه شخصياً لأننا نتمنى أن يكون لبنان خارج كل الصراعات السياسية والاستراتيجية، مع ان تاريخه لم يكن في لحظة من اللحظات كذلك. ولكني أذكر تماماً كمواطن لبناني في حينه ان اتفاق بعبدا قد ابتدئ به عندما سمح للبنان وبظل وجود الرئيس السابق ميشال سليمان ان يصبح ممراً ومقراً للعمليات الإرهابية في لبنان وسوريا. واستعمل لبنان ممراً ومقراً لتهريب السلاح ذهاباً وإياباً.ولدينا من الأدلة الثبوتية لذلك ما يجعل هذا الكلام أمراً غير قابل للنقاش. لذلك نقض الاتفاق عبر الدفاع في وجه العمليات الإرهابية في سوريا كان رد فعل لفعل سابق انكرناه نحن كفراً وجحوداً وأقررتم انتم به خيراً ومعروفاً. واذهب الى ابعد من ذلك لاقول ان التغني بأن السلم الاهلي غير مهدد من بعض الأصوات التي ترتفع من هنا وهناك، هو كلام يا دولة الرئيس ونحن من خبرتنا الأيام في مسائل السلم الاهلي والصراعات الطوائفية في لبنان مع المكونات السياسية وغيرها، نحن نعلم انه لا يوجد ارادة ذاتية عند اللبنانيين للاقتتال ولكن هذا لم يكن سبباً لمنع الاقتتال في أي لحظة من لحظات الإخلال بالسلم الاهلي. ان الاعتداء على كرامة الناس عبر قطع الطرقات أليسَ حرباً أهلية؟ الاعتداء على كرامة النواب ممثلي الامة أليسَ حرباً أهلية؟ الاعتداء على المؤسسات العامة وحرق المتاجر والبنوك أليسَت حرباً أهلية؟ومحاولة الاعتداء على حياة الناس أليسَت حرباً أهلية؟نعم اننا نعيش الحرب الأهلية اذا كان مفهوم الحرب الأهلية يقتصر على ضرب المدافع. رفع الشعارات عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تنال من المقدسات والقديسين والشخصيات الدينية أليسَت حرباً أهلية؟ هل المطلوب أن نذهب الى الاقتتال المباشر وأن يسقط يومياً مئات القتلى حتى نقول حرباً أهلية؟ لا يا فخامة الرئيس، ان لهذه الدعوة السبب الموجب الحقيقي الذي يجب ان نركز عليه في بداية كل كلمة من كلمات السادة المتواجدين في هذه القاعة والسادة الذين تغيبوا، والذين نأمل ونتمنى من رئاستكم وإنني لا اشك انك فاعل وأنك ستبذل الغالي والرخيص والقيام بجهد مميز جنباً الى جنب مع دولة الرئيس بري للذهاب عميقاً في صناعة هذا التآلف الوطني الذي دعونا اليه، كما لو ان هناك توارد افكار قبل ان تأخذوا مبادرة في هذا الامر. أما في ما خص كلمة الرئيس دياب الذي نكن له كل التقدير والاحترام والمحبة. عندما نقول على صفحات الاعلام ان اللبنانيين يريدون الخبز ولقمة العيش… هذا كلام صحيح. لكن دولة الرئيس اريد ان أوجه لك الكلام التالي: هل نستطيع نحن ان نصنع لقمة العيش او من واجباتنا ان نمهد السبل التي تؤمن المناخات الملائمة لإنتاج لقمة العيش وحماية الاستقرار والسلم الاهلي وحماية الاستقرار النقدي. إذاً لقمة العيش هي نتيجة وليست السبب، هي عبر صناعة الوحدة الوطنية والتآلف الوطني والعلاقات بين مختلف المكونات السياسية حتى التي يتخيل لنا في لحظة ما انها اكثر بُعداً عنا وأنها تستهدف وجودنا أو نحن نستهدف وجودها. لذلك يا دولة الرئيس وانت من بتاريخك الأكاديمي والثقافي ولك مني كل الاحترام والتقدير على هذا التاريخ المميز يجب ان تكون انت رأس هذه الحربة التي يجب ان تعمل لصناعة التآلف مع مختلف المكونات بعضها مع بعض.