د. نسيب حطيط في “نداء الوطن”:
تعيش القيادة الأميركية برئاسة دونالد ترامب “جائحة الإنتخابات الرئاسية” للفوز برئاسة ثانية للولايات المتحدة الأميركية وذلك تحت وطأة إخفاقات ومشاريع فاشلة واخطار صحية واقتصادية ومعنوية اربكت الإدارة الأميركية واصابتها بالإنفعال والتشدّد والعمل الميداني والعقوبات المتعددة الإتجاهات والتي لا تفرّق بين كيانات كبرى وعظمى مثال الصين او كيانات صغرى لا تصل الى مرتبة الدول مثال أحزاب وحركات وطنية ومحلية كما هي الحال في لبنان .
خمسة اشهر او أقل تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين ثاني المقبل وسيلجأ “ترامب” لإستخدام كل الأسلحة المتوافرة لديه من اقتصادية او سياسية او امنية او صفقات إقليمية او دولية ومنها:- “صفقة القرن” لإنهاء القضية الفلسطينية واسترضاء اللوبي الصهيوني على مشارف الانتخابات الرئاسية لحصد التأييد وجمع الاصوات مقابل فلسطين وشعبها والتوطين في لبنان والأردن .
– قانون “قيصر” لحصار سوريا وجيرانها حيث ان العقوبات لها وجهان… أحدهما يتعلق بحصار الشعب والدولة السورية وثانيهما عبر منع أصدقاء وحلفاء سوريا من بيع منتجاتهم واو استيراد البضاعة السورية، أي حصار انفسهم بأنفسهم نتيجة قرار أميركي وليس بسبب قرار اممي – دولي كما يجري الآن في لبنان الذي يحاصر ويعاقب نفسه خوفاً من العقوبات!- الضغوط على لبنان والتدخل المباشر بعدما صرّح الوزير الأميركي “بومبيو” مستغلاً الذين انتفضوا في 17 تشرين الاول 2019 (على اللبنانين ان يتخلصوا من هذه المشكلة التي اسمها “حزب الله” وان اميركا حاضرة لمساعدة اللبنانيين للتخلص من هذا الخطر وعليكم الصمود في الشارع حتى الانتخابات الأميركية عام 2020) او كما اكّدت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت “بان التظاهرات ستتواصل في لبنان واليمن وفي اي مكان توجد فيه ايران”!
– الإشتباك السياسي والأمني بين ايران وأميركا على مستوى المنطقة ضمن حلقات “الربيع العربي” في مرحلة التصفيات النهائية التي ستقرر النتائج السياسية والميدانية للمنطقة مع عناصر مؤثرة جديدة تتمثل بروسيا والصين وغياب الصوت او الفعل العربي المؤثر ما عدا ( سوريا واليمن ولبنان والعراق جزئياً) وظهور العامل غير العربي كعنصر رئيسي في إعادة صياغة وتشكيل المنطقة عبر الدور التركي والإيراني!- السباق الروسي – الأميركي في بناء القواعد العسكرية على الساحل السوري – اللبناني بشكل مباشر (كما هو في سوريا) او بشكل غير مباشر (كما في لبنان) والتي يسعى الأميركيون الى توسعتها سياسياً وميدانياً في منطقة كسروان وفي الشمال انطلاقاً من طرابلس لبناء محمية سياسية وأمنية تتصل بالساحل السوري قرب اللاذقية وطرطوس لمجاورة منطقة الساحل بتميزها الديموغرافي ومجاورة القاعدة الروسية في طرطوس.
ان الأشهر الخمسة القادمة وحتى تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب، ستكون ساخنة وحبلى بالمفاجآت المتعددة الأنواع والأساليب والأمكنة في زمان مفتوح على المواجهة المباشرة وغير المباشرة الباردة والساخنة وستستعمل كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة وستلتهم نيران الإشتباك السياسي الكثير من الأدوات وخاصة الصغيرة والثانوية ولن يصمد الا الأقوياء او سلاسل الأقوياء على مستوى المنطقة والعالم.ان الإشتباك السياسي الداخلي سيكون جزءاً من الإشتباك الشامل وربما تتخلله بعض الأحداث الأمنية في الداخل او على الحدود وعلى الناس ان تؤمن مصاريف معيشتها الضرورية بالحد الأدنى مع ادويتها ومستلزماتها الأساسية لمدة زمنية لا تقل عن ستة اشهر او عام وان تبادر للتخلي عن كل الكماليات والمظاهر الاجتماعية التي كانت تعيشها حتى لا تجد نفسها على أبواب الجمعيات الخيرية .المعركة صعبة… لكن الإنتصار فيها ليس مستحيلاً والأهم ان لا يكون اللبنانيون وقوداً وادوات للخارج وان يعملوا لحفظ وطنهم ومستقبل أبنائهم.