سأل عماد جودية المستشار الرئاسي والحكومي السابق رئيس الحكومة حسًان دياب عن اي انقلاب على حكومته يتحدث؟ ومن كان وراءه؟ ومن هي الجهة التي نفذته؟ وكيف أحبط هو هذا الانقلاب؟
وقال جودية: استمعنا مساء أمس الى كلمة الرئيس دياب، وذهلنا لمضمون ما قاله وكأنه يستغبي الناس. فكيف يتحدث دولته عن عثور حكومته على مفاتيح غرف الفساد الذي تخرج منها روائح الصفقات والسمسرات والسرقات المغطاة بقشرة السلطة، وهو الان الرئيس التنفيذي لهذه السلطة. فاذا كان فعلا عثر على مفاتيح غرف الفساد التي تفوح منها روائح الصفقات، لماذا سمح دولته لبعض اركان السلطة بتمرير صفقة معامل كهرباء سلعاتا والزهراني قبل ثلاثة اسابيع بعد ان كان معترضا عليها؟ ولماذا سمح دولته ايضا بتقاسم مغانم ادارة قطاع الخلوي بعد استرداد الدولة له بين مكونين اساسيين في الحكومة. ويأتي دولته ليستهبل اللبنانيين بكلامه هذا ويقول لهم ان حكومته عثرت على مفاتيح غرف الفساد. فبدل ان يدخل الى هذه الغرف لتنظيفها من الفاسدين واسترجاع الاموال المنهوبة منهم لخزينة الدولة ومساءلتهم ومحاسبتهم اذ به يسمح لشركائه الاساسيين في الحكومة بفتح غرف جديدة لهم من المحاصصات والصفقات في معامل الكهرباء واداره قطاع الخلوي ويريد اقناعنا ان حكومته مظلومة، وتعرضت لانقلاب فشل. ويفعل متل جحا يخترع الاوهام ويصدقها ويقول ان الهجمة على حكومته لانها ما تزال تنال ثقة المواطنين الامر الذي أزعج كثيرين من الذين راهنوا على فشلها. بينما حقيقة الواقع عكس ذلك.
واضاف جودية: وفي هذه الحال من يا دولة الرئيس يكون قد قام بالانقلاب على حكومتك اخصامك ام انت بنفسك؟ فهل يعقل ان تظهر امام اللبنانيين بأنك في موقع المظلوم والمعتدى عليك لأنك عثرت على مفاتيح خزنة فساد المحاصصات والصفقات، وتعطي دروسا في استعدادك لمكافحة الفساد ووقف الصفقات والمحاصصات. وتتهم اخصامك بتحضير انقلاب عليك للإطاحة بحكومتك. وانت وحكومتك مررتم صفقتين كبيرتين بالكهرباء والهاتف الخلوي لشركائك الاساسيين بالسلطة قبل اسابيع. وتقاسمت وإياهم محاصصات التعيينات المالية والنقدية والادارية. وتأتي لتعطي اللبنانيين دروسا بالشفافية ومكافحة الفساد ووقف الصفقات والمحاصصات.
وخاطب جودية الرئيس دياب قائلا له: للأمانة نحن لا نشكك بنزاهتك اطلاقا، لا بل نؤكد انك شخص آدمي. ولكن لماذا تسيء الى شخصك وحكومتك بنفسك؟ لا تستطيع يا دولة الرئيس ان تخاطب اللبنانيين بالأمس وتقول لهم انًك عثرت على مفاتيح غرف الصفقات والمحاصصات والفساد المغطاة بقشرة السلطة وسلطتك هي التي مررت صفقات جديدة قبل اسابيع لشركائك الاساسيين فيها. وسلطتك هي نفسها ايضا التي تقاسمت المحاصصات بالتعيينات مع هؤلاء قبل ايام خلت.
واضاف جودية: لقد كان الرئيس لحود محقاً عندما أعلن عن خيبة امله بالحكومة ورئيسها. وقال الرئيس لحود لنا والدكتور وسيم بزي والدكتور حسن معتوق والنائب السابق الدكتور كميل خوري انه عند تشكيل هذه الحكومة اعتقدنا ان رئيسها النزيه قد يقوم بما عجز عن القيام به غيره، خاصة وانه آت بعد ثورة الحراك المدني مدعوماً من الناس. لذلك ظهرنا على الاعلام وأعلنا دعمنا له ولحكومته، وأكدنا على مؤازرتنا له وشددنا على يده لمكافحة الفساد. فإذا به في ممارسته الحكومية يظهر ضعيف الشخصية غير قادر على مواجهة حيتان الفساد. فبدل ان يستقيل ويقول انني لم أستطع ان افعل شيئاً مرَّر لهم صفقاتهم الجديدة في معامل الكهرباء وادارة قطاع الخلوي ويتشارك معهم في محاصصات التعيينات.
وختم جودية: قبل ثلاثة اسابيع خرج نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مقابلة تلفزيونية ليشيد بهذه الحكومة ويعتبرها بأنها إذا لم تكن من اهم الحكومات التي عرفها لبنان فإنها حتماً واحدة من الحكومات المهمة التي عرفها. واليوم بعد تمرير الحكومة ورئيسها لصفقات الكهرباء والهاتف الخلوي لحليفي الشيخ قاسم، وبعد تقاسم رئيسها معهما لمحاصصات التعيينات. وبعد ان نفذت الحكومة الانقلاب على نفسها بيديها. وتأكيداً لصرخة الرئيس لحود نقول للشيخ قاسم ان حكومتك خذلتك ونقلت البلد من أهم الحكومات إلى أسوأ الحكومات.