لبنان أمام ثلاثة أسابيع دقيقة

  • Oct 17, 2024 - 8:36 am

بالرغم من غزارة الاتصالات والمشاورات المحلية والخارجية التي تحصل في السر وفي العلن في أكثر من اتجاه لوقف اطلاق النا.ر والتوجه الى إيجاد تسوية توقف هم.جية العد.وان الإسرا.ئيلي، فان كل ذلك لم يؤدِّ الى أي تقدّم ملموس في هذا الإتجاه، لا بل ان التطورات الدراماتيكية التي تحصل ان على مستوى المواجهات على حافة الحدود، أو على مستوى الغا.رات الإسرا.ئيلية التي طالت مناطق واسعة لم تكن موضوعة في الحسبان، وما يرد عيها من سقوط للصوا.ريخ والم.سيّرات الانقضاضية التابعة لحز.ب ل.له في العمق الإسرا.ئيلي تؤكد «فلتان الملق» وفق المثل الشعبي، بمعنى ان الحر.ب الدائرة بين لبنان وتل أبيب تفلّتت من كل الضوابط وبات كل شيء مباح، ولا سيما ان العد.و الإسرا.ئيلي قد استباح كل المحرّمات من خلال استه.داف طائراته المدنيين ودور العبادة والقطاع الاستشفائي، والمسعفين، وكأن حكومة نتن.ياهو قد أعلنت الحر.ب على كل لبنان، بغية احداث أكبر قدر من الخ.راب والد.مار.

على المدى الزمني كل شيء يؤكد ان أفق هذه الحر.ب مفتوح، وأن ما يقال عن إعطاء واشنطن لتل أبي.ب مدة زمنية محددة لوقف العد.وان، هو مجرد كلام بكلام، وكأن إدارة بايدن تتبع مع لبنان السيناريو نفسه التي اتبعته في غزة، فهي تقول شيء وتعمل نقيضه، وهذا ما حمل أحد الوزراء الى التأكيد بأن الحر.ب التي تشنّ على لبنان هي حر.ب أميركية بامتياز، وان تل أب.يب مجرد أداة لتنفيذ مشروع أميركي قديم جديد بدأ بحر.ب تموز من العام 2006 مرورا بما يسمّى الربيع العربي، وصولا الى الحر.ب على غ.ز.ة، ومن ثم لبنان عنوانه الشرق الأوسط الجديد، وكما فشلت واشنطن في المرات السابقة في تحقيق هدفها ستفشل اليوم، في ظل مواجهة مستميتة من محور مقاوم رافض بالمطلق لهذه الغطرسة الأميركية في المنطقة.

وفي تقدير المصدر الوزاري أننا سنكون أمام ثلاثة أسابيع حسّاسة لا بل خطيرة، حيث يتوقع أن يرفع العد.و الإسر.ائيلي من منسوب عد.وانه الذي ربما يشمل مناطق جديدة وبعيدة تحت حجج مختلفة، فكلما رأى هذا العد.و انه غير قادر على احداث خروقات مهمة في الميدان سيلجأ الى استخدام الجو للتعمية على فشله في الميدان الذي كفّته ما تزال تميل لصالح المقاومين الذين قرروا عدم ترك مواقعهم قيد أنملة والق.تال ببسالة حتى النصر أو الاستش.هاد.

ويؤكد المصدر ان هذه الحر.ب باتت معركة وجود، وهي بفعل ذلك تتجه الى المواجهة الكاملة والشاملة، فكل يوم يمرّ يعني ان العدو لم يحقق هدفه، وفي مقابل ذلك يسجل نصر للمقا.ومة، معربة عن ثقته بالميدان مئة بالمئة فالأخبار التي تأتي من الجبهة تبشّر بالخير، وتؤكد بأن العد.و لن يكون قادرا على تثبيت قدميه في أي موقع، غير ان هذا ربما يؤدي به الى استخدام كل قوته لتحويل المنطقة الى أرض محروقة، في محاولة لفرض شروطه وتحقيق هدفه الأساس القائم على تغيير الواقع اللبناني، وهو لأجل ذلك يعتمد في موازاة عد.وانه أسلوب النفخ بنا.ر الفت.نة الداخلية التي للأسف الشديد تتمادى معه بعض القوى السياسية التي تجاهر بأنها تراهن على إسرا.ئيل لإنهاء «حز.ب ل.له» عس.كريا وسياسياً.

وعما إذا كان يتوقع انطلاق حركة المساعي الخارجية لوقف النار، يؤكد المصدر الوزاري ان هذا الأمر ربما يبدأ بالظهور مع نهاية هذا الشهر، لأن كل طرف سيحاول استثمار الميدان في أية عملية تفاوضية، كاشفاً عن ان ما يطبخ في الخارج يتجاوز القرار الأممي 1701، وهو ما يرفضه لبنان ، حيث أكد الرئيس نبيه بري، كما الرئيس نجيب ميقاتي لكل الموفدين والدبلوماسيين الأجانب تمسّك لبنان بمندرجات هذا القرار الذي هو سقف أي تفاوض، والاستعداد لنشر الجيش اللبناني بعد وقف النار.

ويعتبر المصدر الوزاري ان شكل الرد الإسرا.ئيلي على إ.يرا.ن، وما سيتبعه حكما من رد إ.يرا.ني سيحدّد معالم المرحلة المقبلة وما إذا كنا ذاهبون الى حرب واسعة، مع ان واشنطن أبلغت الحكومة الإسرا.ئيلية بأنها مستعدة لتقديم المساعدات العس.كرية والاستخباراتية، غير انها ليست في وارد الإنخراط بالحرب الشاملة التي قد تحوّل مصالحها وقواعدها العسكرية في المنطقة الى أهداف سهلة للصو.اريخ الإ.يرا.نية الدقيقة.

من هنا فان قابل الأيام سيحمل مستجدات وتطورات من شأنها أن تقلب صورة المشهد الراهن رأساً على عقب، وأن الأنظار شاخصة اليوم الى الميدان حيث هناك ترسم الخارطة السياسية والعس.كرية للمرحلة القادمة.

حسين زلغوط- “اللواء”