الحكومة..شبعت موت!

  • Dec 17, 2020 - 7:41 am

تحوّل الملف الحكومي الى ما يشبه حرب اعصاب محتدمة بين كلّ الاطراف المعنية بتأليف الحكومة، حيث يشدّ فيها كل طرف الحبل في اتجاهه، محاولاً لفّه على رقبة الطرف الآخر. وهو ما تعكسه اجواء القصر الجمهوري والفريق السياسي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، التي تتهم الرئيس المكلّف بمحاولة فرض معاييره على تشكيل الحكومة، التي تتجاوز دور رئيس الجمهورية وموقعه، وكذلك حضور «التيار الوطني الحر» كمكوّن سياسي وازن في منحى متعالٍ غير مسبوق، وغير مقبول. وكذلك اجواء «بيت الوسط»، التي تقرأ في الشروط العالية والإصرار على التحكّم بالحكومة عبر الثلث المعطّل، محاولة لإحراج الرئيس المكلّف سعد الحريري لإخراجه، وهو ما لن يحصل على الاطلاق، مع اصرار الرئيس المكلّف على تشكيل حكومة اختصاصيين من غير السياسيين، وفق مندرجات المبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان وإعادة اعمار بيروت.

اجواء الطرفين كما هو واضح، تشي بأنّ ملف تأليف الحكومة مرشح لأن يبقى معلقاً على خط التوتر العالي بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف الى أمد غير محدّد. وبحسب المعلومات التي توفرت لـ»الجمهورية» من أجواء الطرفين، فإنّ «السجال الاشتباكي الأخير بين عون والحريري، يبدو وكأنّه قد أطلق رصاصة الرحمة على إمكانية بلوغ الرئيسين خط التفاهم على تشكيلة حكومية، اياً كان شكل وحجم هذه التشكيلة. وتتفق اجواء الطرفين على انّ توافق الرئيسين بات يتطلب معجزة، فكل منهما حدّد سقفه وحدّه النهائي، وقرّر ألاّ يخضع لمزاجيّة وإملاءات الآخر».

 وقال مسؤول كبير معني بملف التأليف لـ»الجمهورية»: «الوضع صار «بيكفّر»، صارت القصة مهزلة، من الآن أؤكّد أنّ الحكومة ماتت و»شبعت موت»، حوّلوا تأليف الحكومة الى عصفورية و»لعبة ولاد»، بين هواة، ونِكديّين، ومرضى نفسيّين، وكارهين لبعضهم البعض، فكيف يُمكن أن تصل الى حكومة مع هؤلاء؟».

ولفت الى انّ الوضع الحالي، هو كناية عن فراغ انتحاري قاتل، ومسار التأليف في ظلّ الاختلاف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف قد عمّق هذا الفراغ اكثر، وخصوصاً بعدما تبادلا الاتهامات الأخيرة، التي عكست بنبرتها العالية والغاضبة وكأنّ إمكانية التعايش بينهما قد أصبحت مستحيلة.

ورداً على سؤال قال المسؤول: «كل رئيس رفع شروطه الى الحدّ الاعلى وصعد الى شجرته ورمى السلم، وبالتالي لا توجد أيّ قدرة داخلية على انزالهما عنها، فـ»الونش» الداخلي معطّل، وبات الامر يتطلّب «ونش» خارجياً، هناك من يراهن على ان يتمكّن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في زيارته المقبلة، من حملهما على النزول، وإحداث خرق ينقذ تأليف الحكومة في آخر لحظة، لكنّني وفق معطيات موثوقة، أشك في ذلك، لأنّ محاولات الرئيس الفرنسي لم تتوقف حتى الأمس القريب، سواء عبر اتصالات مباشرة منه شخصياً، او عبر مستشاره باتريك دوريل، وربما عبر رئيس الاستخبارات الفرنسية برنار ايمييه، ولم يصل في تلك المحاولات الى أيّ نتيجة، ولذلك لا اعتقد أنّ ماكرون سيحمل معه شيئاً، ما خلا ما قد يقوله من كلام يعبّر فيه عن خيبته من إفشال اللبنانيين لمهمته».