بن زايد خلال استقباله الأسد: حان وقت عودة سوريا

  • Mar 19, 2023 - 9:38 pm

أكد رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، اليوم الأحد، ضرورة عودة دمشق “إلى محيطها العربي”، وذلك خلال ثاني زيارة للأخير إلى دولة خليجية، منذ زلزال الشهر الماضي.

وكتب الرئيس الإماراتي على حسابه عبر تويتر “أجرينا مباحثات إيجابية وبناءة لدعم العلاقات الأخوية وتنميتها”.

وفي بيان نشرته وكالة الانباء الإماراتية الحكومية، قال الرئيس الإماراتي إنّ “غياب سوريا عن أشقائها قد طال، وحان الوقت إلى عودتها إليهم، وإلى محيطها العربي”.

وشدّد على “ضرورة بذل جميع الجهود المتاحة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين بعزة وكرامة إلى بلدهم”، معربا عن “دعم دولة الإمارات للحوار بين سوريا وتركيا لإحراز تقدم في ملف عودة اللاجئين”.

وفي المقابل، أعرب الأسد عن شكره وتقديره لـ”موقف دولة الإمارات حكومةً وشعباً واستجابتها العاجلة في التعامل مع محنة الزلزال، وقال إن مساعدات دولة الإمارات كانت نوعية وقدمتها بمحبة وود وأخوة وتركت أثراً كبيراً في نفوس الشعب السوري”، بحسب “وام”.

كما أعرب عن شكره وتقديره لاحتضان الإمارات الجالية السورية “خلال مختلف الظروف”، مؤكدا “حرص بلده على استدامة تعزيز علاقاتها الأخوية مع دولة الإمارات”.

وجاءت الزيارة وسط جهود الأسد لإصلاح علاقات بلاده مع دول المنطقة.

وكان رئيس النظام السوري زار سلطنة عمان الشهر الماضي. وهذان هما البلدان العربيان الوحيدان اللذان زارهما الأسد منذ اندلاع النزاع السوري في العام 2011.

ورافقت الأسد، في زيارته الثانية إلى الإمارات منذ العام الماضي، زوجته أسماء في أول رحلة رسمية لهما معا منذ أكثر من عقد.

وقادت الإمارات التي أعادت علاقاتها مع حكومة الأسد في 2018، جهود الإغاثة في أعقاب زلزال 6 شباط الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا ، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.

ويقول محللون إن الزخم الدبلوماسي الذي تولّد في أعقاب الزلزال يمكن أن يعزز علاقات دمشق مع دول المنطقة، التي قاومت حتى الآن إصلاح العلاقات بعد أكثر من عقد من الحرب.

وكان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الشهر الماضي أول مسؤول عربي كبير يزور سوريا بعد الزلزال.

وقال استاذ العلوم السياسية والخبير السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله إن أبوظبي “مقتنعة إلى جانب العديد من الدول العربية بأن الوقت قد حان للتصالح مع الأسد, ورؤية سوريا تعود إلى جامعة الدول العربية، بحسب ما نقلت “وام”.

وتابع عبد الله أن “الإمارات تقود جهود المصالحة مع أعداء الماضي وتحويلهم إلى أصدقاء الغد”.

وجرت للأسد مراسم استقبال رسمية لدى وصول موكبه إلى قصر الوطن، وتم عزف النشيد الوطني لسوريا، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية له.

وضم الوفد المرافق للأسد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية ووزير شؤون رئاسة الجمهورية، ووزير الإعلام، ومعاون وزير الخارجية، والقائم بأعمال سفارة سوريا لدى الإمارات.

وتأتي زيارة الأسد للإمارات، بعدما أعلنت إيران والسعودية هذا الشهر استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016، إثر مفاوضات استضافتها الصين، في خطوة قد تنطوي على تغييرات إقليمية دبلوماسية كبرى.

وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليميّة، وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

وفي سوريا، تدعم إيران الأسد، فيما دعمت السعودية جماعات معارضة له.