جعجع: أستبعد حدوث خضات أمنية… وعون غشّ المسيحيين!

  • Dec 29, 2022 - 1:08 pm

اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنه “بخلاف ما حاول الرئيس ميشال عون تسويقه على مدى 40 عاما أن الطائف سحب صلاحيات الرئيس، لا يزال هذا الموقع مؤثرا ويشكل نقطة ارتكاز لدى الجميع بدليل، أنهم يعولون هذه الأهمية على انتخابات رئاسة الجمهورية”.

وأشار جعجع، في حديث لمجلة “المسيرة” يصدر غدا الجمعة، إلى أن “حزب الله غير قادر على تسمية الرئيس الذي يفكر بترشيحه ويرتاح له، لذلك يعطل الجلسات. فبعد أربعة أشهر من بدء المهلة الدستورية و 10 جلسات لانتخاب رئيس للجمهورية لم يأتِ أحد ليقول تعوا نتفاهم على رئيس جمهورية”.

واضاف: “أكثر من ذلك حاولنا مع كتل نيابية أخرى التفاهم على مواصفات الرئيس العتيد لكن أحدا لم يوافق على ذلك. ما حدا بدو يتفاهم”. لافتًا الى أن “الجهة المعطلة باتت مكشوفة وهي حزب الله وحلفاؤه والتيار الوطني الحر”.

كما اوضح جعجع أنّ “الستاتيكو الحالي باقٍ كما هو في انتظار قرار الـ 20 نائبا في الوسط، فإذا فكروا صح واقتنعوا بضرورة عدم إبقاء الوضع على حاله من خلال الذهاب إلى التصويت لمرشح يتغيّر الوضع حتما”.

وتابع: “نحن نريد رئيس جمهورية إنقاذيا يكون قادرا على خوض هذه التجربة كما يجب، ورئيس حكومة إنقاذيا وحكومة إنقاذية لنتمكن من الخروج بالنتيجة المرجوة. علينا أن نخرج من التصنيفات السابقة. نحن نشارك طبعا، لكن بحكومات جدية منقذة وليس في أي حكومة تكون وليدة فريق الممانعة، لكن الآن الأولوية للانتخابات الرئاسية”.

وعن الحوار، قال رئيس القوات: “يدعوننا إلى طاولة حوار رسمية، ماذا يعني ذلك؟ ببساطة هو إلهاء الرأي العام بهدف عدم التصويب على مسألة انتخاب رئيس للجمهورية”.

ونفى أن تكون “الخلافات والانقسامات داخل الصف المسيحي وراء أزمة الانتخابات الرئاسية، وأنهم إذا ما اتفقوا تحل مسألة الرئاسة. و هذا قول مغلوط والدليل أنه لدينا مرشح ونصوّت له في كل جلسة انتخاب. في المقابل هناك فريق مسيحي متحالف مع حزب الله ولا يريد التصويت لمرشحنا، وهو يتحمل مسؤولية التعطيل وليس الخلافات المسيحية”.

وشدد على أن “الحوار يحتاج إلى طرح مواضيع خلافية ليصار إلى الحوار حولها من قبل الفرقاء المختلفين”، مشيراً الى أن “الموضوع الوحيد المطروح اليوم هو رئاسة الجمهورية، فماذا يمكن أن نناقش حوله؟ وهل أن هذا الموضوع مطروح للحوار أم للتصويت؟”.

واعتبر أن “الدعوة إلى طاولة الحوار جاءت كمخرج بديل عن الأوراق البيضاء، لأنهم باتوا عاجزين عن تحمّل الضغوط التي يتعرضون لها من جراء إستمرارهم في ممارسة وسائل التعطيل، والتي باتت مكشوفة، وعليه كان الخيار البديل في الإصرار على الذهاب إلى طاولة حوار لن يوصلنا إلى مكان باستثناء القول إن اللبنانيين اجتمعوا حول طاولة حوار ولم يتوصلوا إلى التفاهم، وبذلك نكون مسؤولين عن التعطيل، في حين أن التعطيل من مسؤولية الحزب وحلفائه والتيار الوطني الحر”.

الى ذلك، استبعد جعجع “وجود نية في الذهاب إلى افتعال خضات أمنية للتغطية على فشل انعقاد طاولة الحوار، لأن الأفرقاء كافة يدركون أنها لن تحقق أي نتائج، أضف إلى أن القوى الأمنية والجيش اللبناني جاهزون لضبط الأرض ولن يسمحوا بحصول أي خضة أمنية أو انفجار أمني كبير”.

وأكد أن “القوات اللبنانية ليست إطلاقا في وارد الذهاب إلى الخارج للمشاركة في لقاءات تشبه مؤتمر الدوحة، وخصوصا إذا كان الموضوع الأساس على جدول أعمالها رئاسة الجمهورية، لأن الرئيس ينتخب من قبل الـ128 نائبا”، معتبرًا أنّ “الدوحة كانت خطأ وبالتالي إذا حصل خطأ ما في الماضي فهذا لا يعني أن يتكرر، فالظروف اليوم لا تسمح بتكراره ولا يوجد قرار أو نية لدينا للذهاب إلى أي مكان”.

وفي الشق المعيشي، قال: “نحن نقف إلى جانب الناس قدر المستطاع ونساعد بما أتيح لنا عبر الجمعيات والمنظمات لكن المساعدة الفعلية تكون عبر الدولة”.

وبالنسبة إلى الوضع المسيحي، أشار جعجع إلى أن “قسما كبيرا من المسيحيين وقع ضحية عملية غش موصوفة على مدى أربعين عاما متواصلة. كان المسيحيون ومعهم كثر من اللبنانيين على مدى 15 عاما وسط الحرب وقد تعبوا من ويلاتها وتداعياتها ككل. وإذ يأتيهم فارس على حصان أبيض اسمه ميشال عون، وللأسف أنه يرتدي بذة الجيش، ويقول أنا المنقذ وسأخلصكم من الإحتلال السوري والإحتلال الإسرائيلي وما تبقى من فلسطينيين، وسأنهي الميليشيات وأريحكم منها ومن الوراثة السياسية، ولمن يتذكر الفخار المكسور”.

وأردف: “طبعا لم يكن صادقا في ذلك ولا لحظة. لكن الناس العاديين صدقوه وأيدوه لأنهم كانوا متعطشين للخلاص مما هم فيه. واستمر بعملية الغش لغاية تسلمه رئاسة الجمهورية، وهنا في الحقيقة ذاب الثلج وبان المرج وظهرت الحقيقة”.

واستطرد جعجع قائلًا: “لكن لا يُخفى طبعًا أن العديد من المسيحيين كان ضحية عملية الغش تلك، وأنا طبعًا كنت أتمنى أن يُكتشف هذا الغش من قبل، ومع الوقت بدأ الناس يعودون رويدًا رويدًا إلى خياراتهم الفعلية، وعادوا إلى تأييد القوات. التغيير في التاريخ لا يحصل بضربة واحدة، وهذه كانت التكويعة الأولى لدى الرأي العام وستتبعها تكويعات أخرى”.