“الحزب” يقفز فوق الدولة: نحن البديل!

  • Jul 26, 2022 - 5:59 pm

جاء في “المركزية”: 

بثقة زائدة خلت من رفع الإصبع ونبرة التهديد التي اعتاد ان يدشن بها كلماته المتلفزة، حدد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله”ضرورة” وجود الحزب وسلاحه في لبنان في إطلالته التلفزيونية مساء أمس حيث قال :” حزب الله موجود لأن الدولة ضعيفة، وضعف الدولة لا يعود إلى بدايات الحرب اللبنانية في العام 1975 إنما إلى تاريخ استقلال لبنان في العام 1943″. بكلام آخر الدولة مغيبة و…نحن هنا!

هي ليست المرة الأولى التي يقفز فيها حزب الله فوق الدولة ويصدر أحكاما لا تتلاءم ووجه معتقداته. ففي العام 2009 أصدرحزب الله حكما بمنع مجيء الفنان المغربي الأصل غاد المالح الذي دعته لجنة مهرجانات بيت الدين لإحياء حفلات متهمة إياه بالعميل الإسرائيلي. يومها حاولوا تصوير الحملة كأنها وطنية وبريئة! المهم أن رسالة إرهاب الثقافة وصلت إلى المالح مباشرة فألغى حفلاته حرصا على حياته. لكن الرسالة وصلت أيضا إلى كل فنان أجنبي كان يفكر بالمجيء إلى لبنان… وكذلك الحملة المضادة على البطريرك الراحل مار نصرالله صفير الذي حذر عشية انتخابات 2009 ممن يريدون تغيير وجه لبنان، كما تدار اليوم حملة مماثلة في وجه البطريركية المارونية والآتي قد يكون أعظم خصوصا أن المرحلة مفتوحة على كل الإحتمالات.

منسق “التجمع من أجل السيادة” -مدير المركز الجيوسياسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نوفل ضو يستعيد من كلام نصرالله مشروعه التأسيسي ويقول عبر المركزية” لم يعد خفيا أن معركة حزب الله هي مع الكيان وكلام نصرالله في الأمس يعبر عن حقيقة المشكلة في لبنان فهو لا يعترف بالدولة التي نالت استقلالها في العام 1943 ويعتبر أن كيانه القائم غير صالح للجياة  ويحاول طرح مشروعه السياسي لضرب الكيان من جذوره “. ويضيف:” عندما ننتقد منطق ولاية الفقيه إنما نقصد بذلك منطق تصدير الثورة والمشروع الإيراني وليس الولاء لمرجعيات إيرانية. وهنا لا مجال للمقاربة بين من يتهمنا باننا نتبع الفاتيكان والولاء لولاية الفقيه. فنحن نتبع الفاتيكان بالعقيدة الإيمانية وليس الكيانية”.

تزامن كلام نصرالله عن حقيقة دوره وحتمية وجوده كبديل عن “الدولة الضعيفة” مع الحرب التي تشن على البطريركية المارونية من خلال توقيف راعي أبرشية حيفا والأراضي المقدسة المطران موسى الحاج فهل يريد من خلال ضرب كيان الدولة القضاء أو إلغاء دور البطريكية المارونية؟”على العكس عندما يهاجم حزب الله البطريركية فهو بذلك يتعمد ضرب الكيان لأن البطريركية موجودة منذ 1400 عام وقد صمدت في وجه العثمانيين والمماليك. ومهما تغيرت كيانات، تبقى البطريركية القائمة على ركائز العيش المشترك والإمتداد العربي والدولي وبضربها يطيح بركائزها”.

ليس في شعور غالبية اللبنانيين الأحرار والسياديين بأن الحزب وصل إلى قناعة بأن خطة تغيير وجه لبنان نضجت بالكامل وحان الوقت لتطبيق بنود “وثيقة المستضعفين” الصادرة عام 1985 والتي تعتبر بمثابة وثيقة تأسيسية للحزب ومما ورد فيها:  “سنطرح للإستفتاء على اللبنانيين نظامنا الإسلامي بالتفصيل ولن يختاروا سواه لأنه الأفضل والأقرب إلى طبيعة الإنسان اللبناني” بعدما أطبق على كل مقومات الوطن العسكرية والأمنية والسياسية والإقتصادية والقضائية وأيضا على السلطتين التشريعية والتنفيذية وموقع رئاسة الجمهورية. وإذا لم يتحقق ذلك يكون البديل انتظار الضوء الأخضر الذي ستحصل عليه إيران من الولايات المتحدة التي يبدو أن موقفها سيكون ضعيفا بسبب الحرب الدائرة على جبهة أوكرانيا في حين تفاوض إيران من عليائها. وهذا يحتم على الولايات المتحدة تقديم حل أكبر وهدية دسمة للإيرانيين. وقد يكون لبنان هو الهدية في المرحلة الأولى.

وفي سياق الكلام عن موقع رئاسة الجمهورية، يعتبر ضو أن المعركة المقبلة لا تحمل عنوان معركة انتخابات رئاسية إنما معركة كيان فإذا ما ضرب الكيان سياتي رئيس من رحم الضربة أما إذا تمكنا من أن نربح معركة الكيان، فالرئيس المقبل سيكون انعكاسا لهذا الواقع ويختم” الفوز بمعركة الكيان يحتم علينا أن نبتعد عن هاجس السلطة والأكثرية. فهذه المعارك تريح حزب الله في حين ان المطلوب محاربته بمنطق الكيان والسلطة وليس منطق الأرقام”.