بالصور- الحفاظ على التراث المشرقي في الإليزيه

  • Feb 2, 2022 - 3:18 pm

رغم الاهتمام الفرنسي الحالي بأزمة أوكرانيا – روسيا، الا ان لبنان في صلب اهتمامات الرئيس ايمانويل ماكرون. نظم ماكرون لقاء في الاليزيه للحفاظ على التراث المشرقي والوقوف على انجازات التي حققها في مجال مساعدة المسيحيين المشرقيين والمبادرات التي اتخذتها فرنسا في هذا المجال. وكانت مناسبة لتقليد المونسنيور باسكال غولنيش المدير العام لمؤسسة l’œuvre d’orient وسام جوقة الشرف الفرنسية برتبة ضابط.

افتتح اللقاء شارل بيرسوناز، المدير العام للمعهد الوطني للتراث في فرنسا، والذي كان قد كلفه ماكرون عام ٢٠١٨ اعداد دراسة شاملة عن وضع المسيحيين في الشرق ورفع المقترحات والتوصيات لدعم تواجدهم  من خلال مبادرات في مجالي حماية التراث ودعم التعليم والتربية الفرنكوفونييَن. ثم تكلمت المديرة العامة لمتحف اللوفر لورانس ديكار التي اعلنت عن افتتاح جناح في المتحف مخصص للتراث المشرقي والبيزنطي.

بعدها تحدث ماكرون وركز على عدد من الانجازات التي تم تنفيذها بناء على توصيات تقرير بيرسوناز. وشدد على ان دعم دور المسيحيين المشرقيين ليس مقتصراً على حماية وجودهم ولم يعد ينطلق من مبدأ تحالف الاقليات بل اصبح للمسيحيين في المشرق دور فاعل وهم مكونات اساسية في مجتمعاتهم دوراً فاعلاً لبلورة ثقافة انسانية عالمية جامعة تهدف الى بناء جسور السلام بين افراد ومواطنين يتمتعون بحقوق مدنية متساوية.

ومن ابرز هذه الانجازات انشاء مؤسسة ”ألف” aliph لدعم الابنية التراثية في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.

اما في مجال التربية فاشار ماكرون الى ان فرنسا ستضاعف مساهمتها في صندوق دعم الموسسات الفرنكوفونية التربوية في المشرق، وهو صندوق تم انشاؤه بالتعاون بين الدولة الفرنسية ومؤسسة l’œuvre d’orient. وشدد على ان الصندوق مفتوح العضوية، مشجعاً ممثلي السلطات المحلية والشركات الفرنسية الكبرى على المساهمة فيه، ليصبح مليوني يورو بعدما كان مليون يورو. وقد استفاد من دعم الصندوق حتى الان حوالي ١٥٠ مؤسسة تربوية واكثر من ٧٠ الف تلميذ.

وفي اشارة الى الاستقبال الذي حظي به في لبنان من قبل مدرسة الكرمل في المشرف اثناء زيارته الى لبنان، شدد ماكرون على ان المدارس في الشرق الاوسط تستقبل تلامذة من كل الطوائف والطبقات الاجتماعية. وهي بذلك حاضنة لحضارة يجب حماية تراثها وجذورها واحتضان اجيالها الصاعدة.

وكانت شهادة مؤثرة من الاخت مريم نور رئيسة مدرسة الكرمل، عبّرت فيها عن امتنانها للجهد القائم حالياً، متمنية ان يتمّ بذل المزيد لأن المنطقة ومسيحيي الشرق في حاجة الى اكثر في هذه المرحلة الحرجة التي تهدد وجودهم ومصير العالم اجمع.

في ختام الحفل قلد ماكرون غولنيش وسام جوقة الشرف، منوهاً بجهوده على رأس مؤسسة l’œuvre d’orient في دول المشرق حيث كان لافتاً اشارته الى دور المؤسسة في سوريا.