عودة: الشعب يـئِـن جوعًا والمسؤولون غائبون عـن الواقـع وعن المسؤولية

  • Nov 29, 2020 - 1:26 pm

اعتبر مطران الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في أنطاكية لأبرشية بيروت في لبنان، إلياس عودة، في عظة الأحد، أنّه “إِذًا اتَّـــبَـعــنا الــرَّبَّ نَــكــونُ جَــمــيعُــنــا واحِــدًا فــيـه، أَمَّــا عِــنــدَمـا تَــتــبَـعُ كُــلُّ مَـجـمـوعَــةٍ زَعــيــمًــا مُـعَــيَّــنًا، يُصـيـبُ الــتَّـــشــقُّــقُ والــتَّـــصَــدُّعُ الـــنَّـــسـيـــجَ الـــواحِــدَ، وتَــبــدَأُ الــمَــشاكِــلُ بِالـظُّهـورِ وُصولًا إلى الـتـنـاحُــرِ والـتـخــاصــمِ والـحـقــدِ وحـتــى الحُــروبِ وسَــفــكِ الــدِّمـاء”.

وأضاف: “الـمَسيحُ أَهــرَقَ دَمَـهُ فِــداءً عَــنِ العـالَم. هــل رأيـتـم زَعــيــمًــا يَـطـلُـبُ أَنْ يَــتَــأَلَّــمَ أَو يَـــفــتَــقِــرَ طَـوعًـا مِـنْ أَجـلِ أَحَــدٍ، مِـثــلَـما فَــعَــلَ الـمَـسيحُ مِــنْ أَجـلِ الــبَــشَـر؟ كُــلُّ زَعـيمٍ هَــمُّــهُ أَلَّا يَــمَــسَّ مصالحَه سوءٌ، في حـيـنِ أَنَّ الـشَّـعـبَ أَصبَـحَ يَــتَــسَــوَّلُ حَــقَّــهُ مِــنَ الــمَــصارِف، ولَـيسَ مَــن يَــأبَــه! الــزَّعــيـمُ يُــهَــرِّبُ أَبناءَهُ خارِجَ الــوَطَـنِ لِــيَــتَــعَــلَّـمـوا أو لــيـكــونــوا فــي مــأمــن، وقـــد يــكــونُ حــامــلاً جـــنـسيــةً أخــرى، ثُـــمَّ يُــطـالِــعُــنا بِــمُـحاضَرَاتٍ عَــنِ الــوَطَــنِــيَّــةِ وأَهَــمِّــيَّــةِ الــبَــقــاءِ فـي أَرضِ الــوَطَن”.

وتابع: “أَمَّــا مَــن له ولــدٌ يـدرسُ في الخارِج، فـهُــوَ مُــكَــبَّــلٌ لا يَستَطيعُ أَن يـُعـيلَ ابنَهُ أَوِ ابنَتَهُ في الغُــربَـة لأَنَّ أَمـوالَـهُ مُــجَــمَّــدَةٌ قَـسرًا كــي لا نــقــولَ مـنـهــوبــة”.

وشدّد عودة على أنّ “الشَّعبُ يَـــئِــنُّ جــوعًا، والــقُــلوبُ مُـحَـطَّـمَة والمسؤولون غائبون عــن الـواقـعِ وعـن المسؤولية وكـأنّ الأمـرَ لا يعـنــيهم. الــبــلـدُ مــتـروكٌ لمصـيــرِه، والإنـهـيارُ يـعــصفُ بـمـؤسساتِه ونــاسِـه، ومـا زال هــناك بـشـرٌ يــفــتــعــلــون الأزمـات، ويــتــقــاذفــون المسؤوليات، ويـؤجّــلـون الاستـحــقــاقــات، وآخــرُهـا تـألــيــفُ حـكومـةٍ تــتــولى مهـمةَ الـقــيامِ بـما يـلـزم، بـمهــنـيةٍ وشـفـــافــية، مـن أجـل إنـقـاذِ البلد”.

وختم: “نحــن في مسارٍ انحــداريٍ خــطــيـرٍ لــم يعــرفْــه لـبـنانُ مـن قــبل. الدولةُ مــتحــلّــلـةٌ وتــنــتــظــرُ فُــتــاتَ المساعــداتِ مــن الخارج، وسـلـوكُ الطــبــقــةِ السياسيةِ مـعــيـبٌ، والـمـواطـنُ يــئــنُّ ويشكــو ولــيــس مَــن يسمع”.