جلال بعينو
تربط نائب رئيس اللجنة الأولمبية ونائب رئيس اتحاد الكرة الطائرة أسعد النخل علاقات وطيدة مع الوسط الرياضي منذ عقود طويلة وتطوّرت مع السنوات.فأسعد النخل مارس لعبة الكرة الطائرة منذ صغره وصولاً الى تأسيس نادي السفارة الأميركية في بداية تسعينيات القرن الفائت وما زال يترأس هذا النادي.
كان النخل يحلم بالدخول الى “جنّة” اللجنة الادارية لاتحاد الكرة الطائرة وتبوء أعلى المناصب فيه (وهذا حقه الطبيعي ) فترشّح لأول مرة في الانتخابات التي جرت في احدى قاعات الجامعة اللبنانية في سن الفيل –حرش تابت في العام 2002 اذ كان ضمن لائحة غير مكتملة واجهت اللائحة القوية والمدعومة على كافة الأصعدة والتي ترأسها المحامي القنصل نصري نصري لحود( كان في ال27 من عمره وهو المولود في العام 1975).يومها “شاكس” النخل(المعروف بعدم ديبلوماسيته) ورفض سحب ترشيحه مع عدد من المرشحين فجرت عملية انتخابية وفازت لائحة لحود بالكامل فبادر النخل بتهنئة اللائحة الفائزة بروح رياضية لافتة وغادر الى بلدته بيت شلالا.
وفي انتخابات 2005 الشهيرة، تصارعت لائحتان.الأولى برئاسة المحامي وليد يونس والثانية برئاسة نصري لحود في عملية انتخابية شرسة جرت في فندق “لوريال”(ضبية) وكانت انتخابية بمرتبة 5 نجوم نظراً لضراوتها .يومها كان النخل ضمن لائحة لحود وأحد ابرز اركانها .فاز 9 اعضاء من لائحة يونس ومن بينهم هذا الأخير و6 أعضاء من لائحة لحود ومن بينهم هذا الأخير لتنعقد جلسة توزيع المناصب لاحقاً وليفوز يونس بالرئاسة بعدما ترشّح ايضاً على منصب الرئاسة المختار جورج حبيب الفائز من لائحة لحود.فنال يونس 9 اصوات وحبيب 6 اصوات وبذلك دخل النخل الى اللجنة الادارية لأول مرة في منصب العضو.
وفي انتخابات تشرين الثاني 2008، جرت “معركة” لم تكن متكافئة بين لائحة مكتملة برئاسة الرئيس السابق لاتحاد السلة جان همّام ولائحة غير مكتملة برئاسة المحامي وليد يونس وكان النخل ضمن لائحة همّام.يومها فازت لائحة همام بالكامل وجرت عملية توزيع المناصب فانتخب هماّم (تبوأ منصب الرئاسة حتى حزيران العام 2017 بعد التجديد له مرتين بالاجماع في العام 2012 والعام 2016 واستقال من منصب الرئاسة لرغبته بالتفرّغ لمهامه الرئاسية الأولمبية ) وانتخب النخل نائباً للرئيس وهو المنصب الذي ما يزال يشغله حتى الآن اي منذ 13 سنة بالتمام والكمال.
دنت انتخابات الاتحادات الرياضية 2020،وبعدما أعلن رئيس الاتحاد ميشال ابي رميا(الذي انتخب رئيساً في الفترة الواقعة من حزيران 2017 حتى كانون الأول 2020) نهائياً عزوفه عن الترشّح لانشغلاته للتفرّغ لعمله الخاص،كان شخصان يطمحان للرئاسة وهما : وليد القاصوف(الذي تبوأ منصب نائب الرئيس في عهد نصري لحود ومنصب الامين العام في عهود الرؤساء يونس و همّام و ابي رميا ) وأسعد النخل(الذي كان عضواً في عهد يونس ونائباً للرئيس في عهدي همّام وابي رميا).وفي هذا السياق، عقد اجتماع قبل اسبوعين من الانتخابات في مكتب ابي رميا على اوتوستراد بلدة الصفرا الكسروانية ضمّ،الى ابي رميا ،كل من رئيس نادي المون لاسال جهاد سلامة(انتُخب لاحقاً رئيساً لاتحاد المبارزة) ونواب رئيس الاتحاد جورج نصور والمهندس علي خليفة واسعد النخل والأمين العام وليد القاصوف وأحد الصحافيين.وتداول الحاضرون في الأجواء الانتخابية بصورة عامة ولم يحصل يومها اي التزام مع أحد .
يومها قرّر النخل ،وهو صاحب نخوة كبيرة، عدم الترشّح لرئاسة الاتحاد معلناً دعمه القاصوف لمنصب الرئاسة.نزع النخل “فتيل التفجير” الأول حيث كان البعض يراهن على “عناد” واصرار النخل على تشكيل لائحة لتواجه لائحة القاصوف لتنقسم عائلة الكرة الطائرة انقساماً خطيراً ولا احد يعلم الا الله الشرذمة التي كانت ستحصل .كان النخل يعرف “الفخ” الذي كان ينصبه له البعض(الذي يظهر امامه انه معه ومن ورائه يهاجمه) فكان أول الحاضرين للمؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس اللائحة وليد القاصوف وكان النخل الى جانبه كما سائر اعضاء اللائحة للاعلان عن اللائحة.جرت العملية الانتخابية بين لائحتين .الأولى برئاسة القاصوف والثانية لم تشأ الاعلان عن رئيس لها ففازت لائحة القاصوف بالكامل في عملية انتخابية بدأت في اجواء “على الأرض” حامية الوطيس داخل قاعة مجمّع ميشال المر وانتهت بهدوء ………
كان القاصوف يعلم ان النخل سلّفه موقفاً بعدم الترشّح للرئاسة فانعقدت بعد يومين على الانتخابات جلسة توزيع المناصب وانتخب القاصوف رئيساً والنخل نائباً للرئيس .يومها بادر القاصوف الحاضرين باقتراح ترشيح النخل الى عضوية اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية فلقي الاقتراح اجماع الحاضرين من دون أي تردّد.
اقتربت انتخابات اللجنة الأولمبية التي تحددت في شباط 2021 وشاءت الظروف ان يصوّت القاصوف للائحة رئيس اتحاد المبارزة جهاد سلامة بمواجهة لائحة رئيس اتحاد الرماية والصيد بيار جلخ التي كان من ضمنها النخل.فازت لائحة الجلخ 13 عضوا) مع خرق لسلامة ورئيس اتحاد ألعاب القوى رولان سعادة اللذين سرعان ما استقالا .يومها غابت بسمة الفوز عن النخل نوعاً ما فتقدّم القاصوف منه وهنأه فتلقّف النخل مبادرة “الجنتلمان” القاصوف برحابة صدر وابتسم وتعانقا على الرغم من وباء “كورونا”…… .
وبعد انتخابات اللجنة الأولمبية،بات النخل يجمع ثلاثة مناصب وهي نائب رئيس اللجنة الأولمبية ونائب رئيس اتحاد الكرة الطائرة ورئيس نادي السفارة الأميركية.يومها حاول بعض الخبثاء و”الحرتقجيي” اقناع النخل بالاستقالة من عضوية اتحاد الكرة الطائرة لـ”هز الاتحاد” كرد على تصويت الاتحاد ضده ولأهداف عديدة لكن النخل رفض هذا الطرح جملة وتفصيلاً لكنه اتخذ قراراً بعدم حضور جلسات اللجنة الادارية ان عبر الحضور الشخصي ام عبر تطبيق “زوم” وهذا ما حصل اذ يغيب ابن بلدة شلالا عن الاجتماعات وحتى عن المناسبات ومنها غيابه عن تتويج ابطال وبطلات بطولة لبنان للكرة الطائرة الشاطئية على غير عادته .
والحقيقة تقال ان رئيس الاتحاد وليد القاصوف وعدد من الأعضاء اجروا اتصالات عديدة بالنخل داعين اياه الى حضور الاجتماعات والمناسبات لكن هذا الامر لم يحصل حتى كتابة هذا السطور مع الاشارة الى ان رئيس الاتحاد وليد القاصوف وجّه الشكر مرات عدة ان خلال الاجتماعات او عبر وسائل الاعلام الى النخل لمساعدته الفاعلة في صرف المساعدة المالية التي طلبها الاتحاد من اللجنة الأولمبية والبالغة الفين وخمسماية دولار اميركي.حتى ان القاصوف والنخل يردّدان دائماً في مجالسهما ان علاقة صداقة تاريخية واخوية تربط بينهما.
المطلوب من اسعد النخل العودة الى حضور الاجتماعات الادارية والنزول الى الملاعب خاصة اننا على ابواب اختتام مسابقة كأس الصيف للرجال والسيدات(الأسبوع المقبل) التي ينظمها الاتحاد بنجاح. فرؤية النخل الى جانب زملائه خلال حفل التتويج أمر يفرح قلب الكثيرين وعلى رأسهم القاصوف خاصة ان النخل برهن عن مسؤولية كبيرة من خلال المناصب التي تبوأها منذ ثلاثة عقود وتحركاته على غير صعيد وهو “الديناميكي” بامتياز .
أسعد النخل…حان الأوان للعودة الى زملائك في الكرة الطائرة فالمستقبل الرياضي أمامك …
